قال الكاتب جمال خاشقجي إنه تطوع بفتح ما أسماه "المسار 2 " بين السعودية وإيران، بعدما صعد إلى السطح ما يمكن أن يسمى ب«حالة الانسداد بين السعودية وإيران»، وتأثيرها السلبي في بقية مشكلات المنطقة. وبيّن خاشقجى أن فكرة «المسار2» تنبع من الترتيب لمفاوضات سرية تكون في منتجع ريفي أو دولة نائية، يشارك فيها في البداية أكاديميون وناشطون من الصف الثاني، بعضهم لا يعلم أن قيادته على علم بهذه المفاوضات، ويعتقد أن ما يفعله مجرد بحث علمي، وعندما يحقق «المسار2» تقدمًا بتحقيق صيغ مقبولة للتفاهم، صالحة أن يُبنى عليها اتفاق، يرتفع بمستوى المشاركين، ويتحول المسار إلى مفاوضات جدية، ويبدأ الطرفان بتبادل وثائق قانونية تحدد ضوابط التفاوض، وإلزامية بما يتوصل إليه الطرفان من اتفاقات. وأوضح"خاشقجي" في مقال له بصحيفة "الحياة" أن حالة الانسداد السعودي الإيراني تجلت بوضوح بعد اتفاق (5+1) في جنيف والذي نظّم انفراجة العلاقات المقبلة بين إيرانوالولاياتالمتحدة، من دون انفراجة مماثلة بين المملكة وإيران، ذلك أن المشروع النووي الإيراني الذي كان موضوع الخصام ثم الاتفاق بين إيران والغرب، ليس هو موضوع الخصام السعودي الإيراني وإن ألقى بظلاله عليه. وكشف "خاشقجي" أنه اغتنم فرصة مشاركته في ثلاثة مؤتمرات بحثية خلال الأسبوعين الماضيين في واشنطن، ثم إنجلترا، ومنها إلى فيينا ، لتجربة «مسار2» مع باحثين إيرانيين التقاهم هناك. وأضاف أنه التقى بالفعل ثلاثة باحثين، أولهم باحث مستقر في واشنطن، أما الاثنان فجاءا من طهران، أولهما مستشار في إحدى الوزارات والثاني أستاذ علوم سياسية، مؤكدا أنهم جميعا رحبوا بفكرة «المسار2» للتفاوض بين السعودية وإيران، لافتا إلى أن ذلك ليس مفاجئاً، بعد تصريحات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى لقاء يفضي إلى تعاون ومحبة وإخاء مع المملكة! وقال خاشقجي إنه أكد لأستاذ علوم سياسية إيراني في فيينا أن بلاده تريد أن تأكل الخروف وتتركه سليمًا في المرعى في الوقت نفسه، بمعنى أنهم يريدون علاقات جيدة مع المملكة ومن دون الانسحاب من سوريا مثلاً، والكف عن التدخل في المنطقة. وأضاف أنه في جولة أخرى من «المسار2» مع المستشار الإيراني، استعرض معه قائمة التدخلات الإيرانية التي نشكو منها في المنطقة، وسأله بعدها: «هل لديك قائمة مماثلة تشكون فيها من تدخلات سعودية في إيران؟»، فرد أنه غير مطلع على مسائل أمنية كهذه، ويحتاج إلى أن يسأل في طهران عن ذلك، ثم مضى قائلاً: «إن المملكة لم تقبل صدقًا بالجمهورية الإسلامية، وأنها كادت لها في الماضي، وسترحب بأي عدوان يحصل عليها من إسرائيل أو الولاياتالمتحدة»، وهو ما نفيته بناءً على اتفاقات عدة، بعضها أمني مبرم بين البلدين، والزيارات التي حصلت في الماضي بين زعماء البلدين، وأن المملكة أعلنت غير مرة رفضها أي عمل عسكري ضد إيران، وأنها لن تشارك في ذلك. وأكد خاشقجى أن أكاديميا إيرانيا أكد له توقعه أن تخفف إيران خلال العقد المقبل من تدخلاتها الخارجية، فقلت له: «ولِمَ ننتظر عقدًا كاملًا يكلفنا ويكلفكم الكثير؟»، رد قائلاً: «يجب أن تعرف إيران من الداخل أكثر، لا توجد قوة واحدة، يجب أن تتحدثوا إلى الجميع هناك».