كشف خبير سعودي أن عدد الوفيات في المملكة جراء الحوادث لم ينخفض على مستوى المملكة بعد تطبيق نظام "ساهر" لمراقبة السرعة، عن طريق الكاميرات الذكية. وقال الدكتور سعود التركي، المدير الإقليمي للدورات المتقدمة لإنقاذ مصابي الحوادث ومدير أبحاث الإصابات بمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث بالرياض، في ورقة عمل قدمها خلال مشاركته أمس بمؤتمر طب الإصابات بمستشفى قوى الأمن بالرياض: "هناك انخفاض شهده العام الماضي في عدد الحوادث والإصابات للمرة الأولى منذ 10 سنوات في المملكة، بعد تطبيق نظام ساهر إلا أن عدد حالات الوفيات لم ينخفض على مستوى المملكة. وأضاف: "بالرغم من تقليص الوفيات داخل المدن الرئيسة، كما حصل في مدينة الرياض بنسبة 23 %، لكن سبب عدم انخفاض أعداد الوفيات على مستوى المملكة يعود إلى طبيعة وجغرافية المملكة وعدم التطبيق الشامل لنظام ساهر على نطاق واسع والذي بلا شك سيكون له دور ملموس في تقليص الحوادث والإصابات وربما الوفيات في المستقبل". وأوضح التركي أنه بالنظر إلى أسباب الحوادث المرورية بالمملكة، حسب التقارير السنوية للمرور، نجد أن السرعة وقطع الإشارة التي يركز عليها نظام ساهر تمثل فقط 31% من أسباب الحوادث ونجد أن إدارة المرور تتجاهل 69 % من أسباب الحوادث، خاصة القيادة المتهورة وعدم الالتزام بقواعد السير؛ نظراً لغياب الرقابة المرورية الصارمة على الطريق وعدم تدخل المرور في المخالفات المتكررة والذي يشجع السائقين في الاستمرار في الانتهاكات المرورية التي ساهمت في هذا العدد الكبير من الحوادث المرورية والوفيات الناجمة عنها. ونوه التركي بأن الإدارة العامة للمرور عندما شاركت بفعالية وصرامة فى تطبيق نظام حزام الأمان في عام 2004، انخفضت حالات الوفيات بنسبة تجاوزت 14 % لذلك العام، إلا أن تساهل المرور في تطبيق النظام في السنوات التالية أدى إلى عودة الارتفاعات السنوية للإصابات والوفيات بنسب تتراوح بين 10-16 % سنويًا. وتابع: "من الثابت أن إحصائيات المرور تشمل فقط الوفيات بمكان الحادث أو حين وصول أقسام الطوارئ ولا تأخذ بالحسبان الوفيات التي تحصل في غرف العمليات أو العناية المركزة؛ نتيجة الحوادث، حيث تصنف منظمة الصحة العالمية الوفيات لمدة شهر من الحادث وبالتالي فإن العدد المسجل للوفيات يمثل فقط 48 % من العدد الكلي، حسب الدراسات الميدانية مما يجعل الرقم الحقيقي للوفيات في المملكة يساوي 14306 تقريبًا لعام 2012 وتكون المملكة العربية للأسف في صدارة الدول فيما يخص حالات الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية ويجعل الوفيات 41 حالة وفاة يومياً .