في زياراتي ﻹحدى المستشفيات التي تصنف بالتخصصية، لفت انتباهي في زاوية من زوايا قسم الاستقبال مجموعة من الكراسي الخاصة بالمعاقين أو الذين يتعبهم السير والتنقل بين العيادات، وهذا أمر طبيعي أن توفر هذه الخدمة، خاصة أن هذا المكان يجب وجوبآ لا تفضﻵ توفير هذه الكراسي، ولكن ما لفت انتباهي واسترعى ملاحظتي، وقد يشاركني البعض في ذلك، أن هذه الكراسي قد تبرع بها فاعل خير يرجو ما عند الله والدار اﻵخرة، فجزاه الله خيرآ على صنيعه، واﻷجدر في نظري أن يوجه هذا التبرع إلى المحتاج الذي لا يجد سعة ﻻقتناء الكرسس ، فذلك خير وأبقى. ومن هنا خطرت في بالي بعض الخواطر والاستنتاجات التالية: 1- لن أتحدث عن الزحام الكثيف واﻻزدحام الكضيض في قسم اﻻستقبال، فهذه المستشفى لم تكن بدعا من غيرها، فكلها سواسية في معاناة المواعيد وتأخر العلاج إضافة إلى معاناة المرض نفسه. 2- لن أتحدث عن سوء تقدير حجم تقديم الخدمة الطبية بالنسبة لعدد السكان الذين تزايد عددهم بمتوالية هندسية عشرات المرات بل مئات عن أيام إنشاء المستشفى وهو على حاله كمآ ونوعآ، وهذا هو سر الازدحام أعلاه. 3- لن أتحدث عن موعد تلقي العلاج الذي يمتد إلى أشهر عدة (كما حصل معي) فالمريض في هذه الحالة إما أن يصبر على بلواه إلى حين الموعد، وإما أن يتخذ سبيﻵ إلى جيبه وحسابه الخاص. 4- ما دار في ذهني وانشغلت مخيلتي به أثناء مراجعتي للمستشفى، هو تساؤلي الملح: هل تجوز الصدقة على الغني؟ خاصة أن هذا الغني هو وزارة الصحة التي تقدر ميزانيتها بمليارات الريالات، حرصآ من الدولة، على أن تقوم الوزارة بتقديم العلاج والدواء للمواطن وقت حاجته ومن ساعته أيضآ، وأن يكون منظر الطوابير أمام العيادات شيئآ من الماضي. سؤال يوجه إلى أهل العلم والافتاء . سليمان علي النغيمشي