في مختتم الاسبوع الفارط تعين عليّ زيارة (3) مشافٍ ومستشفيات في انحاء مختلفة من جدة لاسباب مختلفة، منها ما يندرج في باب عيادة المريض ومنها غير ذلك واسترعى انتباهي في تلكم الزيارات اكتظاظ بشري غير معقول في العيادات الخارجية حتى انه يتعذر ان تجد كرسياً للجلوس او حتى موطئ قدم للوقوف؟! احد المشافي حكومي، والآخران خاصان يعني واحد مجاني، والآخران بالفلوس (الكاش) او بطاقة التأمين والاخيرة يتمتع بمجملها موظفو القطاع الخاص وغير السعوديين.. واثناء تأملي انثالت عليّ حزمة من الاسئلة الممضة لكي لا نقول المريرة، من قبيل اين اصبح مشروع التأمين الطبي على مواطني البلاد؟ الا يبدو انه قد تأخر جداً وهو قيد البحث والدراسة والمراجعة!!. إن اهمية وجود تأمين طبي متكامل لكل مواطن هو السبيل الوحيد لحصول المواطنين على خدمات صحية لائقة خاصة وان مشافي وزارة الصحة ومراكزها الطبية و(الرعاية الاولية) تعاني من التردي في مجمل خدماتها ونقصاً مريعاً في الأسرة والادوية، مما الجأ المواطنين غير المقتدرين مالياً الى أتون المستشفيات الخاصة التي تقدم خدماتها باثمان باهظة يصل معها المرضى الى حد عدم القدرة على الدفع ومواصلة العلاج!!. وزارة الصحة حظيت بموازنة ضخمة لكن ليس لها اثر على ارض الواقع او حتى واقع المرضى والمحتاجين للرعاية الطبية، انه لأمر مخجل ما قرأناه في جريدة الحياة في عددها 17142 الصادر يوم الخميس 11/3/2010م ص3 ما نصه: (قلة دعم “الصحة” لمستشفى الولادة .. أدت الى وفاة بعض الحالات) . الدعم بماذا يا ترى؟! وزارة الصحة الموقرة لا توفر الادوية الطبية المفترض وجودها في صيدلية المستشفى.. عدم توفير الادوية افضى الى وفيات كان يمكن تجنبها لو توافر العلاج!! وزارة الصحة إما ستلوذ بالصمت أو ترد بالنفي كعادتها. * اقصوصة: صديق بريطاني هاجر الى امريكا ثم غير رأيه وعاد الى بريطانيا مرة اخرى سألته لماذا يا بوب؟ قال: “الامن الصحي في بريطانيا افضل”.. ميزانية الصحة العامة (NHS) تعادل 5 أضعاف ميزانية دولة خليجية كبرى. * ضوء: (من صنيعه يُعرف الصانع)