على مدار أيام الأسبوع يتجه المئات إن لم يكن الألوف من الناس من الدمام إلى الجبيل ذهابا وإيابا بلا توقف ولا انقطاع ، منهم الطلبة والطالبات على مختلف أعمارهم يغدون ويروحون طلبا للعلم ، ومنهم الموظفون والمعلمون وغيرهم الذين يسعون سعيا في طلب الرزق. ولكن المؤسف أن هذا الطريق السريع أصبح نقمة لهم بدلا أن يكون نعمة ، فما زالت تطالعنا الصحف مع إطلالة كل يوم بأخبار مفجعة ومؤلمة عن الحوادث المرورية على هذا الطريق الدموي ، والذي ربما يصح تسميته بطريق الموت. ولقد وصلت فيه أرقام الحوادث إلى حد مخيف وبشكل متتابع ، ومن كثرة ما سمعنا وشهدنا تبلد الإحساس لدى البعض منا ، وأصبح الكثير يرددها وكأنها شيء طبيعي ومعتاد. ونحن من هنا نتساءل ، هل ينبغي على كل إنسان يسلك هذا الطريق السريع أن يغتسل ويلبس كفنه ، ويودع أهله قبل أن يغادر بيته ، كأنه ذهاب إلى ساحة حرب طرقات !. وهل على الأمهات أن تبكي سلفا على أبنائهم وفلذات أكبادهم وكأنه أخر يوم يرونهم فيه. نعم إن كل ما يحدث لنا بقضاء الله وقدره ، ولكن ماذا بذلنا من الأسباب لتفادي هذه الفواجع والحوادث المميتة التي نسمع بها مرارا وتكرارا. بعض هذه الأسباب سهلة المنال ، منها تكثيف نقاط الرادار على طول الطريق ، ومنها عدم السماح ألبته للشحنات الكبيرة والصغيرة باستخدام الطريق خلال أوقات الذروة. ونقترح أيضا وضع علامات مضيئة قوية وتحذيرية على حافلات الركاب الصغيرة والكبيرة وخصوصا حافلات الطلاب والطالبات. وإضافة إلى ذلك يمكن وضع لوحات كبيرة فيها صور مؤثرة لحوادث حقيقة حتى توقظ السائق وتحرك عقله وضميره ، وأن تكون على مسافات متساوية ومتتالية (مثلا كل خمس كيلومترات). وهذه حلول سريعة وبسيطة قد تخفف أو تحد من كثرة الحوادث بإذن الله ، ولا أعتقد أننا سنجد صعوبة في تنفيذها أو تنفيذ غيرها من الأفكار إذا وجد الاهتمام الحقيقي. إضافة إلى تلك الأسباب لابد من حل جذري لهذه المسالة الهامة والخطيرة ، ومن المشاريع التي سمعنا بها ولم ترى النور بعد هو مشروع القطار السريع الذي سيربط الدمامبالجبيل. أما آن الأوان لهذا المشروع أن يبدأ ، لقد فقدنا وضحينا بما يكفي من الأرواح والأموال ليبرر ويسوغ تنفيذه ! . [email protected]