منذ زمن ليس بالقريب وثقافة المجتمع لدينا يشتهر فيها عبارة (تعرف أحد؟؟) فقبل مراجعة دائرة حكومية أو شركة شبه حكومية لتخليص معاملة ما أو الحصول على خدمة، يصبح هذا (الأحد) هو الفكرة الأولى التي تسيطر عليك قبل الذهاب لأي مصلحة حكومية لكي (تضبط) أمورك!، حتى وان كانت أمورك بسيطة ولا تحتاج(تضبيط).. لكنه وسواس (الواسطة).. وشيطان ثقافة (تعرف أحدًا ) ستفتش عنها في كل مكان، حتى تصل إلى درجة الهذيان بهذا (الأحد) . أصبح الأغلبية الغالبة في مجتمعنا تبحث عن هذا (الأحد) حتى لوكانت الخدمة التي ينشدها ويطلبها لاتحتاج هذا (الأحد) من قريب ولا من بعيد، الكثير منا يزعج الآخرين الأقارب والأصدقاء ومعارفهم لطلب خدمة ما لاتحتاج لفزعة أو واسطة، يبدأ بالبحث عن أي موظف في تلك الجهة التي سينشدها صباحا طالباً خدمة ما ، يتصل بالقريب والصديق وقريب الصديق وصديق القريب كل هذا إما لطلب خدمة معقده يصعب تنفيذها إلا من خلال هذا (الأحد) وهو معذور في هذه الحالة، أو لطلب خدمة بسيطة لاتحتاج فزعة ولا (أحد)، وفي هذه الحالة هو يلام على إزعاج الآخرين لطلب خدمة بسيطة . أعلم أن الذي ولد هذه الثقافة هي فوضوية بعض الدوائر الحكومية وتكاسل موظفيها عن خدمة المراجعين وتعقيد بعض الاجراءت الروتينية للمعاملات، وتسيب الموظف بالخروج وقت الدوام الرسمي، وإغلاق المكاتب عن المراجعين، وتغاضي بعض المدراء عن موظفيهم وعدم محاسبتهم على التقصير. وأنا هنا أوجه رسالة لكل مسؤول أوكل إليه أمر من أمور المسلمين برئاسة دائرة حكومية أو قسم في جهة ما، أن يتقي الله في المراجعين وأن يقدم لهم الخدمة دون تمييز، وأن يحث من تحت يده من موظفين وغيرهم في سرعة تقديم الخدمة لكل مراجع وعدم تعطيل مصالح العباد، وعلى كل موظف أن يعي حجم المسؤولية التي أوكلت إليه بعدم الخروج وتعطيل مصالح العباد وعليه قبل خروجه أن يوكل أحد من زملائه لكي يقوم مقامه في تقديم الخدمة للمراجعين . وعلى المراجعين ألايبحثوا عن (الأحد) في أمور بسيطة لاتحتاج مكالمة قريب أو صديق ونحوه . والله من وراء القصد،،،،،،، كتبه /عبدالرحمن بن عبدالعزيز التويجري – بريدة – الطرفية [email protected]