أحمد أب لأربعة أطفال ولديه زوجة تجاوزت سن حافز ( أقصد 35 ) - الظاهر عند وزارة العمل خبراء في سن اليأس للنساء بس ما تلاحظون عجلوا فيه شوي – اللي يشوف أحمد يأسف لحاله فهو في عمر الشباب لكن شكله ما بقي إلا تمسك يده وتقوله أوديك لبيتكم ياعم .... مديون والسيارة فيها ضربة مع الباب وما قدر يصلحها عنده مشكلة مع شركة التأمين ... و عليه إيجار متأخر ثلاثة أشهر, وكافل واحد ما سدد , والأسعار بزود وتوه طالع من مصاريف بداية المدارس وإجازة وعروس وعيد الفطر والأضحى يعني ( الرجال منتهي) ... مشيت مع أحمد يوم 13 من الشهر في منزله .... تعال شف هذا اللي ( منسدح في الحوش) تراه أخوي إبراهيم متقاعد هالسنة بعد خدمة طويلة في التعليم عطوه 90 ألف راح نصفها للبنك العقاري يعني ما راح يفزع لنا وعليه أقساط نكبة الأسهم وسيارات لعياله والحال من بعضه ... وما قهر أخوي إبراهيم إلا الشيك الذهبي للموظفين في أرامكو والاتصالات ... ولو يدري إبراهيم إني سمعت عن شيك ذهبي لضابط برتبة عميد في لبنان تساوي تقريبا نصف مليون دولار ( قويه لبنان الدجه ) ... ما علينا اللهم لا حسد ... اللي يهمن الآن من يفزع لنا هذا الشهر وباقي على راتب الأقساط ( 12) يوم وما في الجيب غير مائة وخمسين ريال ما أدري هي تكفي فسحة للأولاد ولا حليب لغادة الله يخليها لي ... الوضع خطير وجلسة الربع تبي لها قطة للعشاء والميزانية ما تكفي ... تدري أروح لهم متأخر وأقول أني متعشي مع إن طبخ أبو عزوز ما يقاوم ... والموت إن جاني ضيف وين بيروح أحمدوه - حاتم زمانه ما عندي حصان ولا حتى عنز- علشان أعشيه ... تدري أوقف سيارتي عند المسجد وأقفل الباب ولمبات السور (البيت خلي ... مسافرين) حتى إشعار أخر .... أوه هذا بابو الهندي يوصل طلبات بقالته على الدباب - والله انك راعي فزعة يابابو ومعك سيولة على طول - بس أبنحاش لا يشوفن لي ثلاثة أشهر ما سددته وأشوف الدفتر معه الله يستر لا يصير يبي يسافر... زرت أحمد في يوم 22 الشهر الوضع خطير ... أحمد يتصل بالهاتف ويتأفف... حطه على السبيكر وإذا فيه أحد الأصوات المشهوره لأحد البنوك وسمعت أخر المقطع عفوا لا يمكن إتمام العملية فلقد تجاوزت الحد الإتماني لبطاقتك الإتمانية وعليك سداد المبلغ المستحق ... ويتصل مرة أخرى ولكن هذه المرة على واحد من ربعه ... تكفى يا بو محمد الكهرب ما معه حل وسط بكرا قاطعينه... قاطعينه وشرط إني أول واحد بالحارة لأن المراقب متعود على ها العداد وراح يصبحنا .. خلاص أبشر أرسل لي رقم حساب الفاتورة وترى حدك الراتب وخلها على ربك حنا مثلك يا الله نمشيها لولا أم محمد الله يحفظها ... تساعد معي في راتبها وإل ارحنا فيها مثلك ويمكن أشد البيت شارينه تضامن راتبي وراتبه... وأنا بلش بالبنات والعيال الكبار تخرجوا وما توظفوا يعني كداد عليهم طول عمري ... ما قصرت بيض الله وجهك مع السلامة ... يأتي ابن أحمد بعد أن ألتقط أنفاسه بتجاوز أزمة الكهرباء ... بابا : أمي تقول ما فيه رز ولا حليب لغاده و خلص عصير الفسحة .... والانترنت مقطوع اليوم ... وأختي هند معها ورقة طلبات من المعلمة وتبي المكتبة... وجزمة صالح الرياضية ضايعه لها أسبوع وبكرا عليه درس رياضة ويقول ما راح أدرس إلا بلباس رياضة كامل ... ونسيت أقولك إن جدي وجدتي بكرا جايين عندهم مراجعة للمستشفى وبيجلسون عندنا أسبوع ...فصرخ عليه أحمد خلاص... خلاص ما عاد أتحمل .... يمه... يمه تعالي بسرعة أبوي طاح من الكرسي ما أدري وش فيه تعالوا بسرعة ... بسرعة ... صرخة زوجة أحمد - لأهل الحي والوطن بأكمله - الوضع خطير.... خطير... أرجوكم سيارة إسعاف وبسرعة الله يخليكم . همسة : أحيانا تواجهك مواقف تكشف من فرحه فيك أكثر من فرحه لك ... ولكن الثقة بالله وقدرتك على الرد وما تملك من أدوات مادية ووثائق تعيده لتوازنه وأشكر من منحني فرصة الرد... د. سلطان بن فيصل السيحاني