أرتبك المسئول رهبة من ذلك الرجل الذي دخل منشأته بحثا عن حقيقة تائهة . ومعلومة مختفية . وتبين للمسئول أن ذلكم الشخص يعمل كاتبا صحفيا في إحدى الصحف الوطنية . فاستنفر المسئول قواه وجند فريقا من بطانته للبحث عن هذا الكاتب الصحفي بين دهاليز منشأته ودعوته لمكتب المسئول المرتبك .. حضر الكاتب الصحفي إلى مكتب المسئول فوجده على مكتبه وقد ظهر على وجهه الخوف وعلامات الارتباك وبدرت منه أسئلة طائشة تنم عن خوف وهلع فكان الحوار التالي :- المسئول :- ما جاء بك اليوم ؟؟ الكاتب الصحفي :- جئت للسلام عليكم وإنهاء إجراءات معاملة تخصني إلا إذا كنتم لا تحبون المراجعين ولا ترغبون في حضورهم للمراجعة .. أرتبك المسئول وقال بصوت مرتفع ( لا) نحن نستقبل كل المراجعين ونقدم لهم خدماتنا إلا أنت ومن هم أمثالك لأن لكم وضعية خاصة .. توقف المسئول عن الحديث فجأة لأنه شعر بأنه أخطأ وأنه إذا أستمر في الحديث سيخطيء أكثر ثم عاود الحديث ليدلل على خوفه وارتباكه قائلا :- أنا لست خائفا ولا وجلا من أحد لأن عملي واضح . نحن نعمل في الضوء ولهذا لا يخيفنا أحد . أنا على ثقة من عملي . قال الصحفي :- إذا كنت واثقا من عملك لماذا دعوتني إلى مكتبك ؟؟ الواثق من عمله وزملائه والمنشأة التي يتسنم هرمها لا يراقب الداخلين عليه في المنشأة ولا يخشى زيارات الكتاب والأقلام الصحفية حين تزورها لقضاء مصالحها دون سابق علم من المسئول .. ثم خرج الكاتب الصحفي بعد أن ودع المسئول .. ليت عمري متى يتخلص المسئول من عقدة الصحافة ونقدها ؟؟ لماذا لا يعقد المسئولين عقود شراكة مع الصحافة والإعلام بحيث تكون الثقة هي السمة الغالبة على تلك الشراكة .. فلو صدقت النوايا وحسنت المعاملة بين الصحافة والمسئول لتحقق لنا الكثير من التطور في كثير من معاملاتنا ..أما إذا كانت أجواء المسئول وإدارته غير صحية وعبث الفساد فيها فإن ذلك وبالا عليه وعلى جهازه الإداري ,, وفق الله كل ضمير حي .. وكل إنسان مخلص .. وكل مسئول مبدع يثق بعطائه ونفسه وقدراته وزملائه وفريق العمل معه والسلام سليمان بن علي النهابي [email protected]