لا يخلو مجلس من مجالس الأنس وغير الأنس إلا و يتخللها تجاذب لأطراف الأحاديث التي تهم الأحوال المحيطة بالمجتمع واستعراض ما شجر بين الناس وما يعكر صفو حياتهم من هموم . ومن هذه الأمور وعلى رأسها الزحام المروري في العاصمة الرياض . ولذلك تكثر الاقتراحات وتتنوع الحلول بين الحضور بما يشبه الندوة ، والكل يعتقد صحة مقترحه وصلاحيته للتنفيذ أكثر من غيره . ولكن شيئا مشتركا يسبق كل اقتراح ، ويستفتح به كل محاولة لإيجاد أي حل وهو لفظ ( لو ) كعبارة : لو كان كذا لكان كذا وكذا . و فيما يلي بعض أمثلة الحلول المقترحة من جهتي و المسبوقة ب ( لو ) التي ( لو ) طبقت منفردة أو مجتمعة لساهمت في تخفيف الزحام أو الحد من حدته ، فإلى الأمثلة : 1- ( لو ) أمعنا النظر في السيارات المزدحمة هنا أو هناك لوجدنا أن غالبيتها لا يوجد فيها غير السائق ، و ( لو ) فعلنا مبدأ التعاون على مهمات الحياة ، واتفق كل مجموعة متماثلة في مشوارها اليومي ، كالعمل في دائرة واحدة ، لانخفضت تلك السيارات إلى نسبة معينة ، ولكن لابد لتحقيق هذه الأمر من تفعيل مبدأ التعاون على البر والتقوى ، و إشاعة ثقافةالمشاركة في ما يخص الصالح العام لتحقيق ما ينفع . 2- ( لو ) أعيد النظر إلى الاحتياج الفعلي لسيارات الأجرة المعروفة بالليموزين والتي يصف مجال نشاطها المشتغلون بعلم الاقتصاد بالنشاط الطفيلي ، لأمكن اختصار أعدادها إلى نسبة منخفضة ، وبهذا ستنخفض الاختناقات تبعا لذلك . 3- ( لو ) حددت أوقات مرور الشاحنات بفترات محددة لا يجوز لها السير في غيرها لأمكن لسواها من السيارات السير بانسيابية تامة من غير اختناق ينتج عن وجود الشاحنات وحجمها الكبير ، وشغلها حيزا لا بأس به من فراغ الطريق . 4- ( لو ) نفذت أعمال الطرق والحفريات بسرعة لا تؤثر على جودة العمل ، لاختصرنا متاعب التحويلات وضياع الأوقات جراء الالتفاف حول مقاصدنا ، و لأبعدنا عن موجعات القلب ومسببات الضغط والسكر من رؤية حواجز الإسمنت ولافتات الاتجاه الإجباري البغيض إلى اليمين أو اليسار . 5- ( لو ) قسم دوام الموظفين من غير قطاع التعليم إلى قترتين ، الأولى من الثامنة صباحا إلى الثانية ظهرا ، والأخرى من العاشرة صباحا حتى الرابعة ، لأمكن من التخفيف من حالات الذروة والمعاناة منها . 6- غالبا ما تختنق الشوارع بالزحام الكضيض بسبب أن هناك حادثا مروريا أدى إلى ترك السيارات المشتركة في الحادث على قارعته بانتظار دورية المرور ، وأرتال السيارات تمر ببطء سلحفاتي ، و ( لو ) استحدث نظام يحتم الابتعاد عن الطريق فور وقوع الحادث مع ضمان إنهاء إجراءاته ، لأمكن انسياب الطرق السريعة ومنع توقفها . 7- بقي أن نعرف أن لفظة ( لو ) تفيد أنها : حرف امتناع لامتناع ، وفي رأي الفقهاء تفتح عمل الشيطان ، وعلى رأي النحاة أداة شرط غير جازمة ، ولذلك سيبقى الحال على ما هو عليه إلى أن تأتي أدوات الجزم والتوكيد في وضع الحلول الجذرية لمشاكلنا موضع التنفيذ . والله المستعان . سليمان علي النغيمشي