يقول المثل العربي "كل إناء بمافيه ينضح".. ذكرت هذا المثل حينما اطلعت على ما كشفت عنه وزيرة الخارجية الاسرائيليه السابقة تسيبني ليفني لصحيفة التايمز البريطانية من أنها مارست الجنس خلال عملها بجهاز الاستخبارات الإسرائيليه مع شخصيات منها عربية, لأجل توريطهم في فضائح جنسية, ومن ثم ابتزازهم لتقديم تنازلات سياسية, ومعلومات مهمة عن بلدانهم وسياساتها. ماورد هو ماقالته وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقه وما خفي منها ومن غيرها أعظم, واذا كان الشيئ بالشيئ يذكر, فالسلطات الفرنسيه اعتقلت مؤخرا لبنانيا في باريس يدير شركة دعارة ضخمه, وبيده الكثير من الأخبار المشابهة التي تفضح كثير من عربنا ممن يستهويهم "هبوب" باريس الليلي!.. من يطلع على سياسات وتوجهات وهوايات ومعاملات كثير من السياسيين والمسؤولين وصناع القرار في أغلب الدول العربيه, يدرك سذاجة الهدف, وتفاهة الرؤى, وحجم المأزق,وانعدام الإبداع, والنفق المظلم الذي كبلت به دولنا.. في الحقيقة نحن لسنا بحاجة لأن "تنورنا" تسيبني ليفني عن مضاجعاتها لسياسيينا وكوادرنا العربية الفذه, لأن ما في جعبتنا مما تعرفه تسيبني ليفني كثير وغزير.. ففضائحهم تنزل يوميا على رؤوسنا تترا, أشكالا وألوانا... وفشلهم وعجزهم السياسي أصبح أضحوكة أمام القاصي والداني... ومشروعهم الإقتصادي مثالا للجهالة أمام الأمم.. وبطولاتهم في تبديد الثروات وفق مصالحهم الذاتية يملأ المجلدات ... وإهدارهم لمكتسبات بلدانهم يملأ بطون الكتب... وسريرتهم تفوح منها رائحة الفساد وقلة الاخلاص... فماذا تريدينا أن نزيدك بعد هذا ياتسيبني ليفني! في كل بلد عربي هناك كنز من الكوادر العربية المدرجة بخانة "قلة الوفاء" ولن أزيد على ذلك الوصف..! هي كذلك حياتنا... شوهتها الشوائب, وعركتها المآسي ,واكتوت بنارها الشعوب... بلادنا العربيه... تقع في أهم بقعة أرضيه , بحرها يمسك بعصب العالم, وبرها ملتقى القارات, تقطن في قلب العالم, إلا أنها تتربع في ذيله, وتحتل أسوأ تصانيفه, والسبب أنها تدار بيد بعض ممن أوقعتهم بحبالك يا تسبني!... كوادرنا ... حينما تطلب المنصب لا تسعى له كي "تفخر" بغرس الانجاز وتطوير البناء وخدمة الأمة كما ببلدانكم... بل لأجل أمور أخرى... لأجل الفخر,لكنه الفخر النرجسي الذاتي, الذي يربى بالتبجيل المصنع.. ولأجل طلب مزيد من الإحترام والوجاهة اللذين يكتسبا بإخافة الناس واستغلال حاجتهم.. والاستعلاء على الشعوب الضعيفة والإنتقام من الأقران ... وملئ المحافظ والجيوب... وإسعاد النفس وإمتاعها بمباهج المعمورة شرقا وغربا... لهذا لاغرابة أن نرى الإناء ينضح فشلا ذريعا في السياسة والاقتصاد والتعليم والإدخار وبناء الوطن والمواطن وحفظ كرامة الفرد في كثير من البلاد العربيه.. ضمير مستتر: في بلادنا خاصة أنعم الله علينا بنعمة الأمن والإيمان..*.. تركي الربيش [email protected]