ليس ماقبل انفجار دمشق كما بعده... منذ الشرارة الأولى للثورة السوريه بدأت تتبلور بودار انقسام الجيش الى جيشين, وبالتحديد منذ انشقاق الضابط البطل حسين الهرموش, ويوما بعد يوم بدأ يتوازن الجيشان, الى أن أصبح هناك مايسمى بالجيش النظامي والجيش الحر ... هنا استحضر حكمة للزعيم الصيني ماوتسي تونغ تقول "إن الجيش الذي يعوم بين مكونات الشعب كما تعوم السمكة في الماء هو الذي سينتصر" وبالفعل الجيش الحر انطبقت عليه تلك المقوله, فهو الجيش الذي أخذ على عاتقه الدفاع عن الشعب, فبدأ يعوم بين مكوناته ويكسب تأييده, ثم مالبث أن حظى بدعم واعتراف من دول عربية وإقليمية وأمميه, أما الجيش النظامي " الأسدي" فهو جيش نبذه وكرهه الشعب منذ أن أطلق الرصاصة الأولى عليه, وتلوثت يداه بدمه, ثم مالبث أن نبذ عربيا واقليميا ودوليا,حتى أصبح اليوم جيشا مريضا مصابا باليأس بالإعياء يتفكك يوما بعد يوم.. بعد الضربة الموجعه التي عصفت بأهم رجال الأسد, انقلب حال الجيشان ,فأصبح الجيش الحرهو المهاجم وجيش النظام هو الطريد المدافع... تلك الضربه كانت قاسية بالفعل, فهي لم تفقد الأسد كوادر أمنية مهمة في نظامه فحسب, ولكنها أهانة نظامه المرعب أمام الشعب والخارج,وأحرجت الداعمين له, وأهم من ذلك قزمته أمام جنده ورجاله اللذين سيفقدون الثقة بالنظام تماما, وفي المقابل رفعت من معنويات الشعب الثائر والجيش الحر.. بشار الأسد الآن حشر بزاوية ضيقه, وثمنه أصبح رخيصا بعدما أخفق في تحقيق مايطلبه حلفائه, والخيارات أصبحت أمامه محدودوه, ومصيره لن يخرج عن ثلاث إما الهروب وطلب اللجوء, أو التسوية, أو القتل... أما الهروب وطلب اللجوء, فباعتقادي أن أعوان بشار لن يتركوه وشأنه كي يكونوا عرضة للقتل من بعده وهم يشترطون أن يكونوا جزءا من الحل , ثم إنه ليس هناك من دولة ستستقبلهم بعدما أصبحت أيديهم ملطخة بدماء شعبهم, فهناك ضغوطات ومحاكم دولية ستطالب بهم,وهذه الدول ستحافظ على مصالحها مع الشعب والنظام الجديد وبشار أرخص من ذلك العناء بكثير.. أما التسوية والخروج فلن يكون بعدما هزم واتضحت خسارته, والشعب السوري لن يرضى بتسوية مع مجرم يطالب بمحاكمته على جرائمه.. وهنا لم يتبقى لبشار الأسد سوى السيناريو الليبي حيث سيستمر بالمواجهة مع الشعب, و سيمضي في غية مجبرا لابطل, يغط في تخبط وعقم عن ايجاد الحلول التي تنجيه, ولن يستفيق حتى يقع بغتة في يد الثوار, فينهار كما انهار القذافي وهو يصارع في الميدان.. الحقيقة التي لايدركها بشار, هي أنه بمواجهته للشعب قد خسر البيئة الحاضنة والحامية له, فأصبح كالمحتل الخارجي المطارد, وهو بكبره وغطرسته قد فرط بكل الحلول والتسويات التي طرحت عليه لتنجيه من المصير السيئ.. تركي الربيش [email protected]