يخطئ بعض الآباء في التعامل مع أبناءهم وخاصة ممن هم في سن المراهقة فإما إفراط في الدلال وإماء تفريط وإهمال لذلك ينعكس على سلوكياتهم ,, يقول احد الأبناء أعيش في وسط أسرة متوسطة الحال ثقافياً وماديا ً وكنت الأوسط بين ألأبناء والدي يحفظه الله من الآباء الذين يعتزون برأيهم حتى لو كان خطئاً لذلك كان الخلاف معه متواصل حاولت أن أغير بعضا من أفكاره لكني فشلت والسبب من وجهة نظري هو اعتزازه برأيه ونظرته الدونية لمن هو اصغر منه عمرا وخاصة أبناءه , استشرت أصحاب الرأي وبعض المختصين وأشاروا على بالصبر واختيار الأوقات المناسبة للحديث معه وفعلا جاءت الفرصة عندما ذهبت معه لزيارة إحدى قريباتي التي تبعد عن منزلنا ساعتين بالسيارة حدثته عن المتغيرات الفسيولوجية عند الشباب ومرحلة المراهقة والضغوط النفسية وما يجب على الأب فعله , كان منصتا لكل ما أقول بدون أن ينطق بكلمة واحدة وكأني فهمت من سكوته انه مدرك لكل ما أتحدث عنه عندها شعرت بالحماس لمتابعة تحليلي لنفسيات الأبناء في مراحل المراهقة تابعت قائلا تعلم يا والدي العزيز أن الزمن تغير وان المؤثرات الخارجية لها دور مباشر في تربية الأبناء , وان عليكم أيها ألآباء أن تدركوا أنكم لستم وحدكم من يربي كما كان آباءكم وان المفاهيم قد تغيرت لذلك يجب أن تفهوا الواقع جيدا حتى تتعاملوا مع أبناءكم بالشكل الصحيح وان تتجنبوا الكلمات القاسية والتعنيف المتواصل وتتعاملوا معهم كرجال ناضجين وان عليكم أن تكسبوهم كأصدقاء والتركيز على الحوارات الجانبية البعيدة عن أجواء المنزل , رفع عينه وأغمضها وكأني فهمت انه لم يفهم ما كنت اقصده بالحوارات خارج المنزل قلت اقصد مثل أن تخرج مع احد إخواني لتناول وجبة طعام في مطعم هادي أو جلسة في احد المقاهي ! ابتسم ابتسامة جانبية يخفي خلفها اكبر علامات التعجب ! تابعت قائلا أنت والدي و وأغلى الناس نحبك نقدرك ونحترمك لكن أحيانا تكون قاسيا علينا ! تعدل في جلسته وأطلق عبارة قوية وكأنها صاعقة مدوية وقعت على إذني قتل بها كل بواعث الأمل في نفسي قال عبارته المشهورة " ما عندك سالفة أنت وخرابيطك " جيلكم ما ينفع معه إلا العين الحمراء والسوط ألأخضر جيلكم لا يمكن أن يعتمد عليه حتى في ابسط ألأمور !! انتهى كلامه ومن هنا أقول أن ما قاله الأب لم يأتي من فراغ بل هو نتيجة لمشاهدات واقعية عايشها الأب ووجدناها في كثير من الأبناء وهي بالطبع نتيجة لتربية خاطئة شارك فيها إطراف عدة البيت المدرسة المجتمع علما أنني لست مع ذهاب الأب للتشاؤم واستخدام العنف كوسيلة للتربية ولكني مع التوازن بين ذلك والتربية الحديثة ليست بالأمر الهين لذا يجب أن تكون من أهم أولويات الآباء , لكن ماذا لو كان الأب مثل نوعية صاحبنا ؟ هنا يجب تدخل إطراف أخرى مؤثرة مثل خطباء الجمعة حيث يجب أن يكون للخطباء دور قوي وفعال وان يتم التركيز على جوانب تثقيف ألآباء أولا ثم الأبناء مع تبسيط مفردات الخطبة لكي تصل الفائدة للجميع ... والتحية للجميع . علي بن محمد العليان / الخبر [email protected] @olayan_ali