إن إعفاء اللحية من شعائر الإسلام الظاهرة , وعند بعض الشعوب من صفات الرجولة وكم رجل بذل الغالي والرخيص حتى تظهر لحيته وقد تقطع يد تطاولت عليها .. في المجتمعات الإسلامية أصبحت رمزا ظاهريا للرجل الصالح لذلك يقدم صاحب اللحية لإمامة المصلين ويقدر في المجالس وقد يستفتى وهو اجهل الناس والسبب الاعتقاد السائد أن اللحية رمز للصلاح والالتزام وبالتالي سيكون أهل لثقة ألآخرين , لا اشك أن من أعفى لحيته وقصر ثوبه يرجوا الأجر والثواب مقتديا بسنة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام واسأل الله أن يكتب له ما أراد , لكن هناك أمور تصدر من البعض يسلط عليها المجهر وتكون محل استنكار وتندر في كثير من المجالس , بعض الكتاب وجدوا في التصرفات الشاذة من بعض الملتحين وسيلة للنيل من الإسلام لهذا على كل ملتح أن يعلم انه عندما أطلق اللحية فقد أصبح سفيرا فوق العادة يمثل الإسلام بقيمه ومبادئه وسماحته وعليه الالتزام بهذه الوثيقة وانه وضع نفسه تحت المجهر وأي خطأ يصدر منه محاسب عليه وسيئته في ميزانهم بعشرة أمثالها والعيون كلها تراقبه فإن عمل خيرا ( وهو الأصل ) فهو له ولكل من ينتسب للإسلام وان عمل شرا فهو عليه وعلى كل من ينتسب للإسلام وهو بفعلة السيئ قد منح الأعداء الفرصة للنيل من الدين وأهله فحري بك أيها الأخ الكريم أن تكون واعيا لهذا الأمر , بالطبع أنا لا أتكلم عن الأعمال الخفية فهي بين العبد وخالقة لكني أتكلم عن الأفعال والسلوكيات الظاهرة التي تصدر من بعض الملتحين والمقولة الدارجة على الألسن ( شوفوا المطاوعة وأفعالهم ) الاتهام بصيغة الجمع وليس للفاعل وحده ! ولهذا أدعو كل ملتح أن يبذل كل ما في وسعه لتغيير سلوكياته وإذا كان إعفاؤك للحية اقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم , فحري بك أن يكون الإقتداء في كل شي , علما إن إعفاء اللحية نفعها مخصوص لك بأجرها وثوابها وأفعالك السيئة ضررها عليك وعلى كل من ينتسب للدين.. ولهذا اكرر وأقول لك أيها الأخ الكريم حاول بكل ما تستطيع لتغيير سلوكياتك أو بعضا منها , كن ذاك الرجل الطيب الناصح الحليم الوقور كن جميلا بخلقك ونظافتك ونظافة هندامك , كن داعية للإسلام بأفعالك , كن قدوة يهتدي على يديك الغافل والمعرض , كن مواطنا من الدرجة الأولى يشار إليك بأصابع الفخر والاعتزاز, كن بارا بوالديك تتفتح أمامك كنوز الدنيا والآخرة . كن كما أرادك نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم رحوما , عطوفا , كريما . اعلم جيدا صعوبة الأمر لكن مع الجد والنية الصادقة اجزم أن الله سيعينك ولن يخيب رجاءك أما إذا كنت مصرا على ما أنت عليه وترفع شعار اللامبالاة والمكابرة والعناد ف الشكوى لله وحده ! ولن اطلب منك حلق لحيتك لأنني لا املك الحق في أمر شرعي ولكني أنصحك بالتوازن بين المصلحة والمفسدة . فأسأل الله أن يهديك للصواب ,, محبك .. علي بن محمد العليان / الخبر [email protected] olayan_ali@