مقدمة: قال تعالى((وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ )) وقال تعالى ((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)). لعل الجميع شاهد وتابع الانتخابات المصرية بعد الثورة والتي أسفرت عن فوز مرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي برئاسة هذه الدولة العظيمة والتي تعتبر من أكبر الدول العربية والإسلامية. لقد أثبت الشعب المصري قوته وثباته ورفضه للظلم والجور والقهر واستطاع إيصال من ترتاح له النفوس إلى سدة الحكم بعد كان أسيراً سجيناً في سجون النظام البائد. كما أن هذا الشعب أثبت حبه للحرية والعدل والحق بطرده للفلول ورفضه لمرشح النظام البائد. وبعد أن وضعت الثورة والانتخابات أوزارها سوف يراقب العالم ما سيفعله الدكتور محمد مرسي بعد وصوله للرئاسة. وعليه إذا أراد النجاح أن يختار القوي الأمين وأن يبتعد عن المحاصصة وإرضاء الأطراف وأن يكون الميزان هو الكفاءة والنزاهة. كما أن عليه أن يكون رئيساً لكل المصريين دون استثناء وأن يضرب بيد من حديد كل من يحاول نشر الفوضى والرعب والقهر. ويجب على الرئيس الجديد تطهير الوزارات من فلول النظام فهم مازالوا يتحكمون في مفاصل الدولة. وعليه أن يبدأ بوزارة الداخلية التي ذاق المصريون منها الويلات والرعب والتعذيب والظلم والجور على مدى ستين عاماً. كما يجب على الدكتور مرسي الوقوف من الجميع على مسافة واحدة. وتوثيق العلاقة مع إخوانه العرب. وعليه الالتزام بالمواثيق الدولية وعدم الاستعجال في إلغاء بعضها أو تعديل البعض. كما يجب عليه ألا يستعجل في تحريم بعض المنكرات والأمور الأخرى داخل البلد فالتدرج مطلوب. والله سبحانه عند تحريمه للخمر لم يحرمه مرة واحدة وإنما تدرج في تحريمه وهذه من حكمته سبحانه. أخيراً: مبروك لمصر حاكمها الجديد ومبروك لمرسي حكم مصر ونسأل الله له العون والتوفيق والسداد وأن تعود مصر كما كانت قوة عربية داعمة للعرب والمسلمين تحافظ على مصالحهم وامنهم. همسة: لمن ليعلم أو يجهل بعض الأمور فالدكتور محمد مرسي فاز بأكثر من 70% ولكن لأمور يجهلها الكثيرون أعلنت هذه النتيجة حيث كان هناك محاولات للتزوير ولكن عندما رأى العسكر الحشود في ميدان التحرير آثروا السلامة وقربوا النتيجة حتى يعتقد البعض وخاصة الجهلة منهم أن الإسلاميين وخصومهم متقاربون في العدد وحتى لايرى العالم قوة وكثرة التيار الإسلامي في مصر وإلا فالحقيقة التي لاشك ولا ريب فيها أن التيار الإسلامي يسيطر على أكثر من 70% من الشارع المصري ومن أراد الدليل فليرجع لانتخابات البرلمان المنحل. وكتبه/ ابراهيم بن صالح اللميلم عيون الجواء 5/8/1433ه