أحب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن واجهتني مشكلات كثيرة بسبب إعفاء اللحية؛ فالمجتمع يرى أن من هو ملتزم فهو إرهابي، وأهلي يرون أن اللحية تسبب لي مشكلات كثيرة، وخاصة أني مازلت أتابع دراستي، وقالوا لي إن الإيمان في القلب إذن فاحلق اللحية. فهل يجوز لي حلق اللحية والحالة هذه؟ الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإعفاء اللحية سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن مكارم الأخلاق، و الزعم أو الخوف مِن أن مَن يعفيها هو إرهابي قول غير صحيح وزعم باطل، فإن عدداً ممن يسمون إرهابيين غير ملتحين، وكثير من اليهود والنصارى والوثنين معفون للحاهم، فضلا عن كثير من المسلمين، ومع هذا ليسوا بإرهابيين، وإنما تلك المقولة التي يقولها أهلك –ربما خوفا عليك- هي من تخويف الشيطان وتوهمه، والله يقول " إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُم وَخَافُونِ إِن كُنْتُم مُؤْمِنِين" [آل عمران:175]. ويقول:" أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن هَادٍ" [لزمر:36]. وباستطاعتك يا أخي أن تقنع أهلك بما تراه من الحق بأسلوب هادئ، واحذر من شدة الغضب عند النصح والمجادلة، وإياك أن تغضب والديك أو تعصيهما، فإن لم تستطع إقناعهما، وأصرا على رأيهما بحلق اللحية، وأمراك بذلك، فلا أرى من طاعتهما بأسا، فهما آثمان وأنت مأجور، حيث إن طاعتهما واجبة، وإعفاؤك للحيتك سنة، ولا يرتكب المحرم من أجل المحافظة على المندوب، فارتكاب الحرام معصية قطعا، ومخالفة السنة لا يلزم أن تكون معصية دائما، ولو فرض ذلك فإن المعاصي درجات متفاوتة، ولهذا نص العلماء -كالإمام أحمد- على أن الأبوين لو منعا ولدهما من الذهاب للصلاة جماعة في المسجد خوفا عليه من أهل السوء لزم عليه طاعتهما والصلاة في البيت، مع أن السنة القولية والفعلية للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة أن تصلى الصلوات المفروضة جماعة في المسجد، بل قال بعض العلماء بوجوبها، أو أنها شرط للصلاة، كالوضوء.