البداية ... آذان الفجر يملأ الحي خشوعا بصوت شيخ سبعيني شبعان نوم.... ( شوفوا هذا حمدان مسكين يقوم الفجر ويركض لمسجد الديره عند سوق الخضار يصلي... ويقابل الحراج ويبيع ويشري في ذا الشمس حتى المغرب وحنا يا لله لك الحمد تونا جايين من ذا السهرة اللي على كيفك ونبي نكبر الوسادة حتى العصر... إلا يارامي منين لك الخمسمية اليوم.... عادي استخدمت طريقة حلوة وجديدة قلت لاختي أمل المعلمة وبحضور الوالدة ترى إذا ماعطيتيني الخمسمية باطب عليكم من السطح وانتي المسئولة عن انتحاري... وكيشت الضعيفة الخمسمية على طول .... حمدان مساء الخير أخبارك ... منهم ربعك اللي تجلس معهم والله واجد... واحسنهم أحمد معه دينا على كيفك وما توقف تصدق يدخل باليوم 600 ريال... وانت يا حمدان بصراحة كم تدخل... ليش الاحراج , لكن ياربي لك الحمد مايقل عن 700 إلى 800 صافي باليوم وأكد على نفسي وأهلي ... وأبشرك خاطب وفلوس المهر وأثاث البيت جاهز... بصراحة يا حمدان وش يعني لك الوطن ... والله ما عندي أغلى من سوق الخضار ومحلي اللي فيه ... طيب نبسط لك المسألة لو جاك اتصال إن السوق يحترق وش تسوي ... والله لطفيه لو بيدي هذا رزقي لو أموت دونه ... يا حمدان الوطنيه تختصرها في سوق الخضار.... لا تكبروها بالكلام والتنظير تراها رزقة حمدان وقالوها اللي قبلنا ديرك اللي ترزق فيها , وشكلك فاضي و انا أبي أنام بدري وراي قومه ... حمدان لو احتاجك الوطن وش تقدم له ... روحي ... تسلم روحك مع السلامة ... خلنا نشوف أبو دونات الظاهر انهم طالعين يتعشون ... المشكلة إن الدونات كل يوم لها اسم ومطعم ومكان جديد ... مرحبا شباب وين النية ذا الليلة ... ما ندري حسب دزة البلاك وتكييشت الشباب ... أي شباب ... شكلك تحقق معنا ... لا والله أسمع معكم الشباب الشباب كأنكم ما تعرفون أسماء بعض ... تدري والله بعض الليالي نمشي ونجلس مع بعض شباب البلاك وما نعرف الا رمزه أو مثل ما يقولون اسم الشهرة... فيه سؤال محيرني وش يعني لك الوطن ... الوطن طنطن قصدك سارعي .. حولها ... عطني علم وخل الشباب يتجمعون وأوريك كيف ارقص لك الشارع واللي حوله ... لا تكفى خلك بالدونات والماك وكيش أمورك الليلة... لكن قبل أودعكم وبأمانة لو احتاجكم الوطن ونادانا كلنا وش تقدمون له ... تبي سؤال ... أرواحنا ... تسلم أرواحكم, مع السلامة) الوطن حبه ليس ردة فعل أو مرهون بمصلحة أو حتى ألم وحزن وحاجة إن حبه ككيان هو مبدأ تربينا عليه فهذه الأرض لا نحبها فقط بل نموت دونها شاء من شاء بل وليعلمها كائن من كان... إنها الأرض والمكان والزمان الذي يحسدنا عليه الكثير إنه بلد التوحيد الذي لم ولن نخضع فيه إلا لله ولن يعبد فيه إلا الله ... لقد لدغنا في مرحلة سابقة بخفافيش الانترنت ومدونين في الساحات وغيرها بأسماء مستعارة كان همها التحريض وتفريق أبناء الوطن ودعم أفكار خارجية وجماعات متطرفة وللأسف كان لهم متابعين كثر... وبعد أن تبين لنا أن هناك أشخاص لديهم عدة أسماء في موقع واحد وكل شخص يرد على الآخر أو على نفسه ... وكانوا يستغفلوننا و شعرنا بمدى خطورة المنتديات الغير معروفة المصدر والأسماء... فقررنا أن لا نلدغ من هذه الأوكارومع ذلك عادة تلك الأسماء المستعارة في ثوب جديد وفي أوجه مختلفة من (تويتروغيره ) والتي قد تحمل أجندة دولية وطائفية لتفريق أبناء الوطن الواحد وزرع ثقافة الإحباط وتصيد الأخطاء وزرع أخطر وأقوى فيروس في الأمة أو الوطن أو الجماعة الواحدة وهي أزمة الثقة والتي تجعل من أي خلاف في وجهات النظر إلى ثقافة تخوين وعمالة ومداهن وموالي وتصل إلى كل مجال في الحياة وهي أمنية لكل حاقد وحاسد فهل ندعهم يعبثون فينا فكريا واجتماعيا ...الوطن الذي نحبه خلقنا فيه ومشينا على ترابه الذي مشى فيه الآباء والأجداد نحبك يا وطن الفخر والمجد فأي مجد بعدك يا بلد الحرمين ... يكفينا ثقة ورفعة بأننا في أرض حماها الله ... ولم تخضع منذ بعث سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم للغرباء. هناك فارق بين الوطن والوطنية ... فالوطن وحبه لن يختلف عليه أحد فهو يسمو بالفرد تلقائيا حينما تشتد أزماته ويحتاجك الوطن ومهما كان حجمك فيه .... ولكن تظل الوطنية مؤشر أو نسبة لهذا الحب وعادة تكون متغيرة ... فالإيمان يزداد بالطاعات وينقص بالمعاصي... فما بالك بالوطنية فهي تزداد بالحصول على الحقوق مثل التعليم والصحة والمسكن والعمل والعدالة والحرية والكرامة .... وتنقص بنقص تلك الحقوق فمهما حاول الناس أن يجسدوا الوطنية كلاما ونشيدا وإعلاما فلن يستطيعوا ذلك...ولن يكونوا على مستوى واحد ... فمثلا على الرغم من قسوة بشار ونظامه وقتله وإجرامه إلا أن هناك من يحصل على تلك الحقوق أو جزء كبير منها وبعضهم مستفيد من هذا النظام فتجدهم يجسدون وطنيتهم وحبهم لبلدهم وطائفتهم ببقاء النظام وتمجيد بشار بربطه بالوطن سوريا ... وأما الآخرين فهم خونة وليس لهم وطنية . همسة : اختلف بالرأي مع الآخرين أو اتفق طالما أن الله منحك عقلا ... ولكن تقبل ذلك الاختلاف وعبر عنه بما يجسد شخصيتك ومبادئك التي تربيت عليها.. ( وزع الله الأرزاق فلم يرضى أحد برزقه ... ووزع الله العقول فرضي كل بعقله). د.سلطان بن فيصل السيحاني