غنية هي مجالسنا بالدرر الرائعة التي تعطيك الصورة الناصعة للمسلم الحق في مجال البذل والسخاء ، والهروب من الرياء في نفس الوقت . ********** المجلس مزدحم بالرجال ذوي المقامات العالية والوجاهة ، دار الحديث عن البناء المعمار، وارتفاع أسعار العقار، فبدأ كل يدلي بوجهة نظرة ، طال النقاش ، وكالعادة ينتهي كما بدا ، كل معتقد ان وجهة نظرة هي التي ستنقذ العالم ، قبل نهاية المجلس حصل صمت لبرهة من الوقت ، كالمعتاد ينتهي أمد الحديث عند الجميع ، فيلوذوا بالصمت ، فيخيم الهدوء على المجلس عامة ، هو جالس يرقب الوضع ، لم يشارك الجميع بأحاديثهم ، ليس تاجرا ولا وجيها ، إنما هو إنسان عادي ، ولكن يحمل همة عالية لخدمة دينة ، استغل فترة الصمت فاخترقه بكلمة قصيرة جدا عن البذل والإنفاق في سبيل الله ، موضحا مدى الأجر العظيم الذي يدخره الله لمن ينفق في سبيله . ثم اوضح ان هناك مكان مزدحم جدا بالمحلات التجارية والكثافة الحركية البشرية ، فهو تجمع تجاري صناعي لخدمة السيارات ، وانه لا يوجد فيه مسجد لإقامة الصلاة ، مما يضطر الى أن يصلي الناس فرادى او في محلاتهم ، فوجه الكلام الى صاحب المجلس تأدبا وهو كبير في مقامة ومنصبة وغني ، وطلب منه أن يتبرع لبناء هذا المسجد ، صوب الحاضرون أعينهم إليه ترقب بماذا سيجيب هذا الوجيه ، أجاب بسرعة ، ذهل الجميع منها ، بالرفض القاطع ، ساد الصمت مرة أخرى ، بادر واحد من الحضور بطلب الإذن بالانصراف ، ثم لحقه آخر ، لان الوقت انتهى أصلا ، بدأ الحضور بالانصراف ، وبينما هم كذلك ، وإذا بأمر غريب يحدث من الرجل الوجيه ، بأن أشار للشخص الذي تكلم بأن يبقى في مكانه . خرج الجميع بعدما ودعهم الرجل الوجيه ، عاد المجلس حيث الرجل يجلس لوحده ، وبدون مقدمات قال له بعدما أغلق الباب ، كم يكلف هذا المسجد ؟ المسجد الآن قائم يصلى فيه الجمعة والأوقات وعامر بذكر الله ، ويؤمه كثير من المصلين لأنه في مكان عام .( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمنه ...الحديث . ) هذا سيستظل بظل عرش الرحمن يوم لا ضل إلا ضله ... عبد الله العياده