شدتني مقالة الشيخ الفاضل عادل الكلباني والذي يستحق بحق أن يسمى شيخ القراء في بلادنا فهو حين يقرأ القرآن الكريم فكأنه إنما أنزل عليه فقد تفرد بإتقانه القراءة تجويداً وترتيلاً ولمقالاته عذوبة فهي تأتي عفوية وعلى سجيتها رزقنا الله الإنصاف. وفي مقالته هذه المنشورة في جريدة الرياض الخميس 4 صفر 1433 ه - العدد 15893 لقد والله شخص الداء بل الأدواء التي يجمعها مسمى الفساد الذي يتجاهله ومع الأسف الخاصة والعلماء والخطباء والدعاة الذين هم يعتبرون بمثابة الأطباء. ولقد فرح الصادقون والمخلصون بأمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإنشاء هيئة لمكافحة الفساد الفساد الذي طمَّ وعمَّ حتى اتسع الخرق على الراقع وكاد أن يكون من سمات مجتمعنا فالفساد في كل شيء فهل يكفي يا ترى إنشاء هيئة مكافحة الفساد والعلماء والدعاة والخطباء صامتون وهم الأطباء ولأنهم حين يتكلمون فإنما يتكلمون عن علم وهم الذين تسمع كلمتهم ولكن حتى الآن لم نر شيئاً من هذا لماذا؟ لأنَّ الفساد عمَّ في كل شيء وأصبحت الوساطة في كل شيء حتى في العلاج لابد أن أبحث عن شخص مهما بلغت رتبتي العلمية والوظيفية إذاً كيف حال الفقراء والضعفاء أمَّا أصحاب الوجاهة أي أصحاب المال فإنهم تختار لهم الغرف حتى أنها تؤثث وكأنها غرفة نوم مع أن المفترض أنَّ الأغنياء والكبراء أنهم يتعالجون على حسابهم. نعود إلى الفساد الذي سوف يحاسب الله عليه المفرط وهو قادر على الإنكار والنصح ولكن إذا فسد الملح فكيف نصلحه وإذا لم يوصل العلماء حاجات المجتمع إلى وليِّ الأمر فلن يوصلها أحد فلا يرجى نصح من غير العلماء ولن ينفع نصح إلاَّ من العلماء ولكن العلماء حصروا مهمتهم في قيادة المرأة للسيارة فهم لا يزالوا ولن يزالوا منكبين يبحثون هذه القضية وهل تبيع وتشتري في السوق؟ هذا أقصى ما عندهم ثم إذا كانت الدنيا هي هم العالم ولا نقول إلاَّ رحم الله الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي عاش ومات وهمه الفقراء والمساكين في الداخل والخارج. ثم أي محاربة فساد تنفع ولسان الحال يا أيها المعلم غيره هلا لنفسك كان هذا التعليم وعلي كل حال أنا أعلم أنَّ كلام الشيخ الكلباني لن يجدي إلاَّ السخرية منه وكذلك ما أكتبه أنا سوف يكون محل تندر وسخرية من كثير من العلماء الهوامير إن صح التعبير وقد ظن الذين يكتبون في الصحف أن كتاباتهم سوف يكون لها صدىً فعولجت هذا والله من وراء القصد. كتبه خادم أهل العلم محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل www.alismaeil.com