الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد قال الله تعالى: { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون} العنكبوت 57 وقال تعالى: { كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة} آل عمران 185 وقال تعالى: { إذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} يونس 49 من هذه الآيات الكريمة وغيرها, الواردة في القرآن الكريم, نفهم وندرك ونؤمن بأن الموت قد كتبه الله على الخلائق, وليس لأحد في هذه الدنيا خلود, غير وجه الله الكريم, إن الفناء وعد م الاستمرار والديمومة في هذه الحياة مؤمنون به الناس جميعهم مؤمنهم وكافرهم, لأن واقع الحياة ومجراها يؤكدان هذا الإيمان, فما دام الأمر كذلك فليس أمام المسلم غير التسليم والرضا بما قدر الله وقضى, لأن ذلك من مستلزمات الإيمان, فإن لم يصبر فأمر الله ماض وهو في نفس الوقت آثم, وإن صبر فله من الله الرضا والسلوان وجبر المصيبة, يضاف إلى ذلك الأجر العظيم يوم الحساب. إنني بهذه التوطئة أردت أن ألج إلى أمر قد تعرض له الأخ الصديق ( موسى النقيدان) حول وفاة الأخ الصديق ( حمد بن عبدالعزيز الجمعة) رحمنا الله وإياه ,والذي تربطني به علاقة أخوية منذ سبعة وأربعين عاما, فيها الشيء الكثير والكثير جدا من المواقف التي ميزت شخصيته عن غيره من الرجال ,لما في سلوكه من حلاوة قولا وفعلا تدخل الفرح على النفس, وكذلك حبه للخير وبعده عن الشر وتأديته مايؤتمن عليه على خير وجه. إن الأخ ( موسى ) قد عبر من خلال مقاله عن حبه وألمه وحزنه وما يختلج في نفسه من مشاعر وعواطف تجاه الصديق ( حمد ) والذي وافاه الأجل فجأة وبدون مقدمات. وهذا التعبير ليس بمستغرب فروابط العلاقة بينهما قوية جدا, امتدت عبر أربعة عقود من الزمن , وهذا ليس بالهين, فحزن موسى وألمه لفراق صديقه له مايبرره, فما يتمتع به حمد من صفات خلقية وخلقية تحبب الناس به وتقربهم منه, وتأسيا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( اذكروا محاسن موتاكم) , لابد لي من التعرض ولو بشيء من الإيجاز عن الجود والمناخ الأسري الذي تربى به, فقد نشأ وسط أسرة عربية متدينة ومتمسكة بعاداتها وتقاليدها تسعى جاهدة لتربية أبناءها تربية ترقى بهم إلى أعلى المراتب الاجتماعية والعلمية. ففي وسط هذا المناخ نشأ وتربى ونمت قدراته الجسمية والعقلية مما أضفى عليه جاذبية في الشخصية تتمحور حوله بعض الشخصيات. أضف إلى ذلك حسن عشرته فهو يتعامل مع الصغير والكبير والعاقل وخلافه لكل واحد منهم اسلوبه الخاص الذي يتعامل به معه مما اكسبه احترام الجميع , وهذا يدل على معرفته بنفوس الناس وعقولهم. كما أنه يتمتع برحابة الصدر وسعة الأفق وحدة الذكاء الفطري مما جعله سريع البديهة , دقيق الملاحظة , حسن التقدير والتدبير للآمور مما جعله محل مشورة لمن يعرفه. ومن خصاله الطيبة مساعدته لكل من يطلب منه العون بلا تردد وحرصه على إعطاء الناس حقوقهم سواء كانت مادية أو معنوية. إن هذه بعضا من خصاله وأخلاقه, غفر الله لنا وله ورحمنا الله و إياه يوم يبعثون. كتبه : علي بن عبدالله الدخيَل