نعم ! الآن وحسب أتنفس الصعداء , وأحتفل وأزهو بمشاعر الرضا . الآن فقط أتحدث عن واقعي كما هو لا تجميل ولا رتوش ! أتحدث عن حقوقي , واجباتي , أحلامي , طموحاتي , معاناتي ... وكلي أمل أننا أخيرا نضع أقدامنا على الطريق الصحيح . أخيرا نضع ملف المرأة السعودية وقضاياها تحت الأضواء الساطعة , في مكان لا تفوح منه روائح التغريب والتدخلات الخارجية والأجندات المفروضة . الآن وحسب نعلنها صرخة مدوية في وجه الظلم والعنف وانتهاك الكرامة , في وجه التضليل والإفساد وقلب الحقائق , في وجه التبعية والسلبية و الأعراف الجائرة . نعلنها عودةً صادقة لكتاب الله نستخلص منه مايخصنا من أحكام وما مُنحناه من حقوق , ثم نجاهد بثقة وعزيمة وحكمة في تطبيقه واقعا في حياتنا ومجتمعنا . الآن نطرح مشكلاتنا ونعترف بمعضلاتنا , ونضعها حقائق للنقاش والبحث والحوار , دون أن نخشى أن تُستغل هذه الحقائق لتوجيه طعنة خائنة لظهورنا للوصول إلى أهداف خاصة أو تحقيق مصالح ذاتية لأي جهة . نعترف بمواطن الضعف والقصور لنعالجها دون أن نتخوف من توظيف ذلك الاعتراف في تشويه صورة مجتمعنا السعودي والإساءة إلى الرجل السعودي والنيل من هويتنا وثقافتنا . هذه خواطري ومشاعري وأفكاري التي كنت قد دونتها في أعقاب اختتام ملتقى المرأة السعودية " مالها وما عليها " والمقام بالرياض بتاريخ 15 16 /1 / 1433 ه . والذي نظّمه مركز باحثات لدراسات المرأة جزاه الله عنّا أجزل الثواب ورعته الأميرة صيته بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود . بحضور لافت من النخب الثقافية والأكاديمية والحقوقية وتواجد كثيف خاصةً من الجانب النسائي . لقد كان الملتقى بحق نقلة بارزة في مجال حقوق الإنسان , وخطوة واثقة وصحيحة في طريق الإصلاح وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول المرأة السعودية وحقوقها , ودفعا بها بعيدا عن أيدي السوء .. إلى ساحة النور الإلهي والعدل واسترداد الحقوق الضائعة . لا ألوم أعداء الدين والمرأة ! ولا ألوم الجهلة المتسرعين ! أن هاجموا هذا الملتقى فقد أدركوا أكثر من غيرهم أن الملف الذي كان يتداوله ذوو الرؤى المُريبة , تسلّمه أخيرا الصالحون المصلحون وأن القضية باتت الآن في أيدي أمينة بفضل الله وأن الجهود الفردية المبعثرة جُمعت اليوم وبدأت انطلاقتها القوية أكثر تنظيما وعملا مؤسسيا , ومساعي تعتمد الدقة والدراسة والإتقان والجديّة والتجرّد . لقد تناول الملتقى عبر أوراقه ومحاوره التأصيل لحقوق المرأة وضوابطه في الشريعة الإسلامية , وحقوقها في النظام السعودي والقضائي وديوان المظالم (الإيجابيات والملاحظات وآليات الإصلاح) , ثم حقوقها الاجتماعية والاقتصادية في القطاعات (الحكومية الخاصة الخيرية المجتمعية والأسرية ) . وصاحب الفعاليات العديد من ورش العمل التي تهدف إلى تنمية مفهوم الحقوق والواجبات , وتم تخصيص ركنا يقدم الاستشارات الحقوقية والقضائية والاجتماعية , و بعض المعارض على هامش الملتقى . يومان حافلان قادتهما المرأة السعودية باقتدار , أحسنت فيهما اختيار الشريك الرجل الذي ساهم معها في إنجاح هذه التظاهرة البديعة . ولعلّ من أهم التوصيات التي خرج بها هذا الملتقى وسيتم رفعها بإذن الله لخادم الحرمين ونائبه وجهات صنع القرار : إعداد وثيقة تتضمن حقوق المرأة السعودية الشرعية والنظامية تتوافق مع أحكام الكتاب ونظام البلاد لتكون مرجعاً ثابتا ومعتمدا , سنُّ قوانين وتفعيل إجراءات تنفيذية تضمن حصول المرأة على حقوقها وتطمر الفجوة بين الأنظمة وتطبيقها , العمل على وضع آلية لتنفيذ الأحكام الشرعية الخاصة بالمطلقات وتحفظ حقوقهن و أبناءهن , إلزام الجهات الحكومية والأهلية بالمساهمة الفاعلة في التثقيف ورفع الوعي في قضايا المرأة مع تضمين المناهج الدراسية جوانب من حقوقها ، ودعم إقامة الجمعيات والمؤسسات التي تتبنى قضاياها وتسعى لإزالة كل ما يعيق تحصيلها لحقوقها من استبداد ذكوري أو تقاليد مجتمعية , توفير بيئات عملٍ آمنة نفسيا واجتماعيا وصحيا مع إتاحة الفرص لعمل المرأة عن بعد واعتماد لوائحه واعتبار ربة المنزل امرأة عاملة وصرف مخصص مالي شهري مناسب لها . لقد كان الطرح موضوعيا متزنا مثمرا جاء على الكثير من أوضاع المرأة السعودية بكل ظروفها وأحوالها وما يؤرقها أو يحيط بها من صعوبات ( المعنّفة العانس العاطلة العاملة المتقاعدة المبتعثة المطلقة المعلقة ) وصب في سبيل السعي الحثيث لإيجاد الوسائل العملية لإنصاف المرأة وحمايتها . مع التأكيد على متابعة نتائج هذا الملتقى وتوصياته ومراقبة تفعيلها في أرض الواقع . أختم بتلك الطُرفة التي ذاعت عن بعض مهاجمي الملتقى ولكنها للأسف فضحت أكاذيبهم حول حقوق المرأة واحترامهم لها وإيمانهم بحريتها وكرامتها , إذ زعموا أن الملتقى خلا من أي حضور نسائي وهاجموه لذلك ! عجبي كيف لا تؤمنون بإنسانية المرأة إلا أن خالطتكم , كيف تتجاهلون تواجدها لمجرد أن نأت بجسدها عنكم وقررت أن تكون حاضرةً بفكرها وعقلها . أيجب أن نستعرض أمام عدسات الكاميرا ووسائل الإعلام لنقنعكم أو ننال مباركتكم لملتقانا ؟! "مالكم كيف تحكمون"؟!. http://twitter.com/#!/Reem_Alq