بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله أما بعد : فتيات في عمر الزهور لا يدركن حقيقة حضورهن أصلاً لهذه المدرسة , لا يعلمون إلا أنه بيت آمن فيه الصديقات والصويحبات . تخرج البنت الصغيرة وعين أمِّها لا تفارق خيالها حتى آخر لحظاتها لتودعها في أحضان هذا البيت الثاني . إنه بيت التربية والتعليم المخزون الذي سيحمل مستقبلها وآمالها وآلامها بعد عون الله وتوفيقه... بيت يقف على بابه حارس أمين يحفظ من الخاطئين والعابثين .... البيت الذي يعلمها القرآن والسنة والعلوم المُهمة .... لم تكن تعلم أنَّ هذا البيت سيتحول إلى مصيدةٍ للقتل والحرق لإهمال عابث داخل أروقة التربية والتعليم . لم تشعر ولو لوهلة أنَّ ذلك الصباح سيعيدها مكسرة العظام مهشَّمة الوجه كئيبة المشاعر . ياحسرةً على التعليم .. ما كانت الفتاة الطفلة المسكينة تتصور أن التعليم ربما يتحول إلى جحيم .. ما كانت لتشعر أن التعليم سيتحول إلى صراخ وبكاء وقفز من أعالي البناء ونار تلتهب ودخان يضطرب. من أجمل ما درسته هذه في هذه المدرسة هو الإيمان بالقضاء والقدر وهو ما هوَّن بعض مصابها وآلامها . لكنها أيضاً درست أنه لابد من فعل الأسباب حتى نتجنب المصائب والصعاب !! . فهل كلَّما أخطأ صغير قلنا قدر وكلَّما أخطا كبير قلنا خطر ؟ ** طفاية حريق... بنت بالكاد تستطيع حمل حقيبة كيف تطيق حمل طفاية الحريق؟ ليست طفَّاية الحريق عصيراً تشربه أو خبزاً تأكل منه !! مُشكلة البعض أنه ربط السلامة كلَّها بطفاية حريق !! هل هذه مسؤولية الطلَّاب أيضاً؟ ماذا بقي للمسؤولين؟ ** لقد عرفنا الكثير عن المدارس الأهلية التي تشتري كل شيء ظاهره الرحمة وباطنه من قِبله العذاب يشترون أدوات تجارية رخيصة الثمن المهم أن يكون مظهرها جميلاً . كثيرٌ منهم مستعدٌ ليبيع دينه وأخلاق طلابه مقابل مال . والوزارة الموقَّرة تشكر للمدرسة سموَّ تعليمها ورقيَّ تدريسها وأنموذجية كادرها والسبب أن الوزارة الموقَّرة تستعمل قاعة من قاعاتها أو صالاتها الفسيحة لتقضي فيها تدريبا أو تبيينا!! يعني تبادل مصالح!! ** قبل أن تطفؤوا الحريق أطفئوا تلك المشاهد المؤلمة الي علقت في أذهان البراعم الصغيرة أصلحوا ما تكسَّر في قلوبهنَّ أصلحوا الصورة المشوشة للمدرسة في قلوب المرتعبات . لاشك أنَّ هذه المصيبة المفجعة وبعدها حادث بنات حائل جرح أحزن كل الوطن فهم جزء منه . نسأل الله تعالى أن يتقبلهم في الشهداء عنده فإن صاحب الحرق وصاحب الهدم شهيد . ** وكم يتمنى كلُّ مواطن أن يسمع إقالة مسؤول أو معاقبة عابث أو الأخذ على يد مستهين هذا الرجاء . وقلتُ : طفلةٌ تصرخ من بين الدروب صوتها ألهب آلاف القلوب طفلةٌ تسأل من منكم تُرى أفزع القلب وحيَّا للهروب!!؟ صوتها آلم نفسي ودمي يالها من صرخة كادت تذوب فلتجيبوا طفلة مسكينة هدِّها الرعب وأفواجٌ تجوب هذه مكة ردَّت صوتها أنقذوها واجعلوا الصوت يؤوب علِّموها أنَّ من أحرقهم يستحقُّ الحرق من أرض القلوب يستحقُّ العزل من أعماله وسيأتي الله فيمن قد ينوب ربنا واقبل نساءً حُرِّقت واجعل الجنات مأواهم تثوب وانتقم ممن لهم قد حرَّقوا وأذقهم بأس علَّام الغيوب والطف اللهم فيمن عُذِّبوا أعطهم بسمتهم بعد الشحوب د. ناصر بن عبدالرحمن بن ناصر الحمد إمام وخطيب جامع الامام بن ماجه رحمه الله