ليس الخبر كالمعاينة .. وقلما يشوي قلبك ويشوبه خبر أو حدث هنا أوهناك فستجد روحك تتضاءل ثم تعود بفعل النسيان إلى طبيعتها وليس راء كمن سمع فإن الأحداث التي تجري على عينك وبمسرح حياتك اليومية فلا شك أنها تترك عمقا أو عبقا يبقى مدة أكثر وبأثر أكبر .. خرج الناس من صلاة الصبح في مسجد الحي القريب فلما خرج أول السرعان إذا برجله تحور قريبا من عينين مشرقتين ووجه مورد وبراءة تقطع نياط القلوب وقد لفه من لفه ببعض المهد الذي يمخر به عباب الدنيا كلها وكان هذا المهد زاده الوحيد من أم ألحقته ذنبها وذنب غيره معها ..! تركته أمه وقلبها يتفتت عليه كأي أم ولكن شقوة الذنب ظلت تلاحقها حتى ألقت فلذة كبدها في عتبات المساجد بلا راع ولا مأوى ولا هوية مدى الحياة .. ولقد نلت في سنين تصرمت شرف العمل مع بعض الفئات الخاصة .. وأسمع هذا يسائل مشرفه: أين أمي ؟؟! وآخر يقول بفطرته : وددت لو أكلتني النمل عند باب المسجد .. وثالث ورابع إلخ .. ويبقى الهاجس الذي يجلجل في عمق الفكر حين تنظر إلى شخص من غير أهل ووالدين فتظل تبحث السبب ..فتجد أقوى التفسيرات غلطة طائشة وغلظة عاتية ..يمر بها بنو الإنسان فلا يزداد بعدها إلا عنفا .. وهذه الغلطة هي التي يصرخ كل غيور ليحافظ على نعومة القوارير أن تخدش فالزجاج كسره لا يجبر ، ولكن الذين يتبعون الشهوات يردون أن تميلوا ميلا عظيما . فعلى كل امرأة انتبذت عن الرجال مكان قصيا سلام يوم ولدت عفيفة وبقيت حية عفيفة ودفنت مستورة حيث تلاقي ربها خالية من إغراق الشباب في سكرات عينيها وغنجها وتكسرها . وعلى كل أنثى تهاونت أن تسارع بالرجوع وتقول : وعجلت إليك ربي لترضى فتضفي سترها وتسبل دمعتها في مسجدها وتتذكر أنها حين تناغي هذا أو ذاك عبر أي وسائل التواصل فهي تقترب من شيء قيل لها عنه : " ولا تقربوا " ومن اقترب فقد أوشك أن يقع . أولم نكن في نعم تترى فيكون حقها الشكر وطاعة المنعم سبحانه ؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتعجبون من غيرة سعد؟ فوالله لأنا أغير من سعد، والله أغير مني، من أجل ذلك حَرّم الفواحش ما ظهر منها وما بَطَن" أخرجه البخاري ومسلم . وكفى بالله تعالى موجها لبنات حواء : " فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ، وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " الدكتور : فهد بن إبراهيم الضالع [email protected]