وضعت إيران خطتها الخمسينية لتصدير ثورتها الخمينية في غفلة من جيرانها الآمنين النائمين, والذين لم يفيقوا إلا على قرع أجراس ثورة دوار اللؤلؤة وعلى قصائد البحرينية آيات القرمزي المحرضة على الخروج عن طاعة ولي الأمر والثورة على حكومته لقلب نظام الحكم في البحرين , وهجاء رأس الدولة بكل وقاحة وقلة أدب في جمع تتعالى أصواتهم بكل قبيح, وعلى حركة عملاء إيران وهم يدبرون الاغتيالات ويسوقون البسطاء إلى حمامات الدم. مشروع تصدير الثورة هو مايشغل ملالي إيران ولعلنا نتذكر مظاهرات الحجاج الإيرانيين ورفع شعار "البراءة من المشركين" وهو شعار له مدلوله غير الظاهر لعموم الناس فالمخالفين لهم على أرض الحرمين هم من قصدوهم بشعارهم المزيف ,ولازالت حادثة نفق المعيصم وموت مئات الأبرياء,وتفجيرات الخبر والأعمال الإرهابية التي تمولها إيران في الذاكرة,لكن حين أدركت إيران أن خطة المظاهرات و التفجيرات لم تؤد الغرض ولم تحقق النتائج بل ساعدت على كشف وجه إيران القبيح أعدت خطة الخمسين عام, وهي الخطة التي يصفها أحد الباحثين في المجال السياسي بأنها تشبه إلى حد كبير بروتوكولات حكماء صهيون لأنها ركزت على مبادئ أساسية وضعها خبراء من تخصصات متنوعة لإستراتيجية طويلة المدى لتحويل حكومات دول المنطقة في المدى غير المنظور إلى حكومات ضعيفة خاضعة لسلطة إيران تنفذ مايطلب من مقام الدولة الصفوية, ولعلنا نلمس ونلاحظ غرس هذه المبادئ من خلال مشاهداتنا لمقاطع اليوتيوب لأطفال في العوامية يقومون بمظاهرة تحت مسمى أشبال المهدي في 27 أبريل 2011 وهم يركبون الدراجات الهوائية ويرددون عبارات مثل الشعب يريد إسقاط النظام ,والشعب يريد حقوق الإنسان ,وبحرين حرة حرة ودرع الجزيرة برا ودرع الجزيرة خوان! هل من ينطق مثل هذه العبارات لديه حس وطني؟ ومن علم هؤلاء الصغار مثل هذه العبارات وغذاهم بفكر مسموم وشحنهم ضد حكومتهم ؟ وبما أنهم مواطنون سعوديون فما علاقتهم بما يجري في البحرين وهو شأن داخلي تتصدى له حكومة البحرين, وهي عندما وجدت أن الوضع على شفا الانفلات الأمني والتدخل الإيراني الخارجي سارعت للاستعانة بأشقائها في دول مجلس التعاون وهو الإجراء الذي أغضب إيران وعملائها لأنه قد حرمهم من قطف ثمار خططهم المدروسة ونواياهم المبيتة؟ لقد عبرت بعض المسيرات مثل مسيرة الشموع بالعوامية,ومسيرة حرائر العوامية المؤيدة للشاعرة آيات القرمزي والمظاهرات في القطيف والعمران تحت غطاء المطالبة بالحقوق عن تزايد نشاط العملاء وتسخيرهم للبسطاء في تنفيذ مايريدون وهو امتداد لنشاطات العملاء الأوائل في دول عربية أخرى كحسن نصر الله وحسين مشيمع وياسر حبيب ونظام بشار النعجة في سوريا. دعم شبكة العملاء في دول الجوار جزء مهم من الخطة الخمسينية التي تحاول فرض أسلوب جديد لتصدير الثورة الخمينية دون التنازل عن مبادئها ودون حرب وإراقة دماء بعد هزيمة إيران من العراق ووفاة الخميني وفشل الخطط السابقة والتحولات في العلاقات الدولية, وأهم أركان الخطة الجديدة إعادة النظر في المناطق السنية داخل إيران وتحسين العلاقات مع الآخرين وتهجير العملاء لدول الجوار ودعم نشاطاتهم وعلاقاتهم بالسلطات في تلك البلدان. استخدام الشيعة في دول المنطقة ليس إلا وسيلة من وسائل الخطة وليس كما يفسر البعض مايحدث بأنه خلاف مذهبي ونعرات طائفية بينما هو في جوهره تنفيذ دقيق لخطة سياسية إيرانية بعيدة المدى تأتي استكمالا لما يتم عمله في العراق ولبنان وسوريا واليمن . د.عبدالرحمن الشلاش [email protected]