ثمانون عاما أو عشرة عقود أو قرن إلا قليلا كلها تنبي عن مكنون الصدور وما تبصره العيون وما يتفيهق به المتحدثون هذه الأيام وكل الأيام عن ثمانين عاما عشنا جزءا منها أمنا وعيشا رغيدا وعاش آبائنا ما قبلها خوفا وهلعا عظيما ومنتصف ومنتهى أعمارهم أمنا وعيشا رغيدا قالوا لنا ونحن صغارا عضو على نعمتكم تلك بالنواجذ وألزموها صدوركم يزدكم الله خيرا منها وأكثر { لئن شكرتم لأزيدنكم } إنها نعمة الأمن ووحدة الكلمة التي بفقدهما لا يرتوي العطشان ولا تسد جوعة الجائع ولا يقرب من عينيك المنام فضلا عن النوم .. يومنا الوطني هو يوم الأمن يوم العز يوم الفخار يوم توحيد الكلمة الحق يوم تلاحم الصفوف يوم سعادة القلب يوم رغد العيش يوم الصفاء والمحبة هو يوم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في كيانه المجيد وأرضه الفسيحة وكثبانها العظيمة وبحارها المتلاطمة وجبالها الشاهقة يوم رست سفينة الأمن فيه على شاطئ الوحدة والسلام فلله در ذلك اليوم وذكراه المجيدة الغالية ... الملك لله ثم لعبد العزيز آل سعود توحدت يد العدالة مع يد السياسة ويد التوحيد العقدي مع يد التوحيد الوطني ويد الدعوة مع يد الألفة ... يومنا المجيد الأغر يوم يمر فتنظر فيه وتفتح عينيك في صباحه وتشرق شمسك من مشرقه وأعلام الوحدة والمحبة والألفة ترفرف فتقول في صباح ذلك اليوم الحمد الله الذي وهبنا نعمة سلبت من غيرنا والحمد مصبحنا بأمن وممسينا بأمن والحمد لله مثبت الأمن ومرسي الكلمة الحق ... يوم تسطره أنامل الأطفال في مقاعد دراستها وقلوبهم آمنة مطمئنة وأمهاتهم في نوم مريح وآبائهم في كد لعيش رغيد فهلا دلفنا إلى قلوب أطفالنا لنحكي لهم قصص المآسي التي يرونها الآن حاضرة خلف شاشات الكاميرات ليقولوا لهم لقد كانت هذه الأرض قبل ثمانين عاما كما تراه أعينكم الآن عبر الشاشة غير أن الله الكريم بلطفه رأف بها بأن هيأ لها عقلية فذة وفارسا مقداما ويدا للحق مثبتة ورجالا أوفياء مخلصين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ... يوم وضع الأساس رجل الأساس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وما لبث أن تخطفته يد المنون غير انه قبل ذلك كانت وصيته المشهورة لأبنائه الذي قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون فكان أن توالت الخيرات والبركات من سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله وما لبثنا أن رأينا سحابة ممطرة مباركة مغدقة بالخير العميم بفضل الله ثم بفضل رجل كانت له الحكمة هبة والخلق رفعة والبذل جبلة ولئن كانت الذاكرة تحفظ ولا تنسى فهي لن تنسى جمعة الخير وجمعة البركة وجمعة المحبة والوئام والصفاء والسلام وهاهي تتكرر في جمعة الحب الوطني.... هذا يومنا الوطني وتلكم قصته وهذه حكايته فأتوني بيوم كهذا إن كنتم صادقين ... أدام الله علينا إيماننا وأمننا ورخائنا وتوفيقنا وسلامنا وإسلامنا وسلمنا ومحبتنا وألفتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... أحمد بن سليمان العدل - بريدة [email protected]