وحيد رجل وحيد يجوب الفضاء بمركبته الفريدة تعرف على سكان الفضاء وعقد مع بعضهم علاقات مودة , وتوقف في صداقته مع غيرهم يهوى الغموض ويحب المغامرة وهذا ما جعله يتعرض لمواقف أثمرت خبرات متعددة . نجده مرة يخطأ وأخرى يكتشف فيها سرا وثالثة كان على قاب قوسين من الخطر لا يزور الأرض إلا لماما فهو غالبا ما يحصل على احتياجاته من الكواكب التي يحط على أرضها ( 1 ) على طاولة الاجتماع قبل أيام حطت مركبتي على كوكب جميل ازدانت أرجاؤه وشعت أنواره , والخدم يصولون ويجولون يحملون أصناف الطعام والشراب . تجولت على حذر خوفا أن أغضب الساكنين حيث يبدو أنهم يعدون لاحتفال كبير لكن حاجتي للوقود والتموين جعلتني أتقدم . في إحدى الزوايا الفارهة التي تزخر بفخامة خاصة شاهدت مجموعة يتحلقون حول طاولة اجتماع . وقفت عنهم غير بعيد أنتظر أن يسمحوا لي بالكلام حيث لم أشأ قطع حوارهم الذي بدا من نبرات صوتهم أنه حوار مصيري ومهم . تنحنحت .. اقتربت أكثر علهم يتنبهوا لكن أحدا منهم لم يلتفت فقد كان الحوار على أشده فما كان من بد أن تصل إلى أذناي بعض كلماتهم ولمحات من حوراهم هممت بالخروج كي لا أسمع حوارهم الخاص , لكن استوقفتني بعض الكلمات ما هذا ؟ إنه العجب العجاب حول سكان الأرض يتحدثون ؟! وما شأنهم بنا ؟! وما هذه الثقة المفرطة التي يتحدثون بها ؟ دخل الخدم بمختلف الطعام والشراب وصفوها على طاولة الاجتماع بشكل أنيق تناول أحدهم قطعة حلوى قائلا : هم دائما بحاجة لمساعدتنا . علّق الآخر فيما كان يأكل طيرا فضائيا مشويا وقد لمعت أصابعه من دُهنها : ولا نريد جزاء ولا شكورا . صدرت مني ضحكة وأنّة حاولت كتمها جعلتهم يلتفتون إلي بنظرة واحدة . ثانيتان فقط حتى تطاير الاستغراب والاستنكار لوجودي أنا الكائن الأرضي بينهم . ماذا تفعل هنا ؟ أتيت للتزود ببعض الوقود والتموين أنت هدية بعثها الله إلى بني البشر لتخبرهم أننا نعمل ونجتمع من أجلهم من أجلنا ؟ وكيف هذا ؟ أنزل أحدهم كأس شراب فاكهة الفضاء عن فيه قائلا : الفقر والبطالة متأصلة فيكم بني البشر , ونحن ندرس الحلول الجذرية لقضيتكم . شعرت بما يشبه الكهرباء تسري في جسدي فكيف يحل مشكلة الفقر والبطالة من غصّت موائده ؟! حقا لقد توفي الضمير عن عمر يناهز تخمة البطون . وليت عنهم هاربا وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا . وفاء أبالخيل