( هيئة مكافحة الفساد ! ) حينما أعلن الأمر الملكي الكريم إنشاء الهيئة العامة لمكافحة الفساد تبادر إلى ذهني فور تلاوة اسمها عبر التلفزيون ومن خلال نشرة الأخبار اسم الأستاذ محمد بن عبدا لله الشريف من خلال مائة وتسعة وتسعين مقالا كتبها معاليه عن الفساد المالي والإداري عبر جريدة الاقتصادية وعلى مدى عدة أعوام , كان خلالها مثال الرجل النزيه المخلص عبر قلمه الجريء لأنه تناول بطرحه الكثير من أوجه الفساد المالي وخاصة المشاريع الحكومية المتعثرة ونظام ساهر وضح من خلالها كيف يفكر الوزير الجديد الذي شرفه خادم الحرمين الشريفين برئاسة أول هيئة وطنية سعودية يقع على عاتقها مكافحة الفساد بشتى صوره والذي نسأل الله أن يكون عونا له في موقعه الهام والحساس جدا , علما بأن آخر مقال كتبه كان بتاريخ23 / 7 / 1431 ه , كما عرف عبر مواقعه المتعددة والتي تدرج فيها كموظف حسابات في ديوان المراقبة العامة ثم مراقبا عاما فمديرا عاما للتفتيش حتى تسنم هرمه في يوم من الأيام مرورا بوزارة المالية عبر وكالتها لشؤون الحسابات حتى تم ترشيحه عضوا بمجلس الشورى لثلاث فترات متتالية امتدت من عام 1414ه حتى عام 1426 ه , ولم أكد أكمل تسلسل أفكاري حتى تلا مذيع النشرة اسمه رئيسا لتلك الهيئة الجديدة التي حرص مولاي خادم الحرمين الشريفين أن ترتبط به مباشرة وبمرتبة وزير لتتحقق لكل محبيه وقلمه الأمنية التي يتماها الجميع , وذلك من واقع تشخيصه للفساد من خلال قلمه , فقرر ولي الأمر أن يسلمه مشرط الجراح الماهر ليتولى إجراء العمليات بنفسه , وهذا مطلب الجميع ولله الحمد والمنة . إن هذا الرجل المخلص الذي ولد وترعرع في أسرة معروفة في مركز المفيجر في محافظة الحريق عام 1359 ه وجاء إلى ضوضاء مدينة الرياض شابا يافعا لهو جدير بمثل هذه الثقة من قائد وطننا الغالي . الجدير بالذكر أن معالي رئيس هيئة مكافحة الفساد الجديد قد انتقد آلية تطبيق نظام ساهر مبكرا وقبل أن يكتب عنه الجميع بأسلوب راق ومهذب لم يأت بشكل مباشر وإنما تحدث وكأنه ينقل تذمر الناس والمجتمع , كما كتب كثيرا عن البطالة وكان في آخر مقال كتبه عنها محبط من كيفية التعامل مع هذه المشكلة وقلة من يعترف بها كما انتقد من يقول : إن السعوديين غير مؤهلين لسوق العمل وركز أكثر على تفاقم المشكلة وخصوصا بين النساء , كما يؤكد أنها تجر معها مشكلات اجتماعية وأمنية وأخلاقية , ثم أعقب ذلك بعدة مقالات تحدث فيها عن تعثر المشروعات الحكومية وبين أن المشكلة تكمن في خلل في المخططات مضافا إليها تنفيذ بعض المشروعات من الباطن , وبسبب ذلك تهدم بعض المشروعات وتهدر بسببها الأموال . لقد تحدث معالي الوزير الجديد في يوم من الأيام عن الفقر وتحدث عنه كثيرا , كما تحدث عن الظلم والفساد المالي والإداري مع ضعف في الرقابة , فجاء تكليفه بهذه الهيئة الجديدة كدليل على ما يتمتع به مولاي خادم الحرمين الشريفين من بعد في النظر واطلاع تام على ما يكتبه المواطن حتى لو كان في مكان قصي لا يتوقع أن يقرأ ما يكتبه سوى النزر اليسير , وكأنه يقول لمعالي الوزير الجديد أعطنا ما لديك من إبداعات وآراء كان ملء السمع والبصر . وختاما دعواتي ودعوات كل محب لهذا الوطن وقيادته لمعالي الأستاذ محمد بن عبدا لله الشريف أن يوفقه الله للقيام بمهام تلك الهيئة على ضخامة مسؤوليتها وهو أهل لذلك بإذن الله . أسعد الله أوقاتكم.. عبد الرحمن بن محمد الفرّاج الإيميل [email protected]