إنه الشيء الذي طالما تجنبته, وطالما انتظرت وقته الملائم وظرفه المساند, إنه الشيء الذي تخشاه , وتعتقد أنه أكبر من طاقتك , وأنه يحتاج لسلسلة من المساندات والسنوات والخبرات. تلك المهمات التي طالما قذفها الجميع وهرب منها الجميع تمتع بها ؛فإنها ستعطيك شيئا ..وتحمل فرصا لا يدركها الكثير. إن استجاباتنا لوقائع حياتنا وردود أفعالنا هي التي تحدد خياراتنا , وما نحن عليه هو نتيجة لقراراتنا وليس لظروفنا. إنك تظل تؤجل الحدث الأهم حتى يتحقق الحدث المهم, فهذا ينتظر فرصة وظيفية حتى يفتتح مشروعا في وقت فرغه, وقد لا يأتي المهم,وقد يأتي ولا يكون مثاليا , وقد يأتي وتكون قد استمرأت عادة التأجيل...وهكذا يفوتك الأهم. تأكد أنك تستخدم كل طاقتك في ظروف كظروفك, تأكد أنك تستخدم كامل مهاراتك,تأكد أن الظروف لا تصنع الأبطال , وإنما الأبطال هم الذين يصنعون الظروف. إن ما يجعل الكثير لا يدركون أفضل مالديهم هو أنهم يعيشون في مشكلاتهم الضيقة, ولا يرون العالم بحجمه الكبير , وحجمهم وحجم مشكلاتهم في هذا العالم. إن العاطل الذي ينتظر الدولة أو شركة ما أن توفر له فرصة وظيفية مازال لا يدرك ما هو حجم العالم الحقيقي, كما أنه ما زال لا يدرك حجم مهاراته وطاقاته وإمكاناته , وينظر للحياة على أنها بضعة آلاف في شركة ما في مدينة ما في دولة ما في الأرض في العالم الفسيح! ومثله ذلك العاطل الآخر الذي يعمل عملا وفي وسعه أن يؤدي عملا أفضل منه. يقول مهاتما غاندي: إن الفرق بين مانفعله ومانحن قادرون على فعله يمكن أن يحل معظم مشاكل العالم. سمية الناصر