يخاطبني ضميري مقترحاً علي التوجه فوراً لآم القرى "مكةالمكرمة" لأداء عمرة صادقة بنية التوبة الخالصة والصافية، علها تمحو آثامي المتراكمة جراء سوء ظني الدائم في قرارات المدراء الإداريين العرب في جميع الأقطار العربية من الخليج وحتى المحيط، كما أتوب منذ اللحظة عن سوء الظن الملاصق لشخصي بجميع أولئك المدراء العرب توبة نصوحة ما لم يكن لدي دليل أو شهود عدول. وأستميح جميع المدراء العرب عذراً وأرجو أن يعفون عنّي ويسامحوني علّ عفوهم يصب في ميزان حسناتهم أو ميزان "مدفوعاتهم" بعد أن ظننت السوء بهم وبطرق إدارتهم واعتقدت أنها غير عادلة في تقسيم المهام ومعها تقسيم وطرح وجمع وقسمة وجميع أنواع العمليات الحسابية بين الموظفين مالية كانت أو أشغال شاقة معها يرتفع ضغط إطارات هواء الجسم البشري حتى الانفجار، فهم اقرب للعدل منهم للظلم والاستعباد، فعقد الخواجات ليس لها مكان بين أضلعهم ولا حتى بين أسنانهم التي تظهر من أولها حتى أسفلها بمجرد رؤية الأشقر صاحب الخدود الوردية حامل الجاكيت والشنطة الجلدية التي بداخلها جهاز كمبيوتر محمول محشو بعدد من العروض النقية التي لم يشاهدها من قبل أي مسئول في أي شركة عربية أو حتى غربية، فهذا الأشقر أمين ومستقيم ولا يعرف المراوغة والتدليس، فهو قادم لهذا الوطن لتقديم خدماته بأقل الأسعار وأفضل الخبرات فرغم أنه من أفضل أصحاب الخبرات ووطنه يحتاج له ولخبراته وإمكانياته الأ أنه فضل تقديم ما لديه من تجارب ووصفات شهية في بعض الأوقات المالحة في جميع اللحظات لهذا الوطن العربي الذي سوف يعطيه أقل مما يستحقه أي مواطن وسوف يكون خادم لموظفين الشركة لا رئيس أمر وناهي على أبناء الوطن، فهو قادم لتطوير الشركة وتحسين الأوضاع فقط بلقمة العيش البسيطة فهدفه تحسين الأوضاع الاقتصادية العالمية التي لم ينال منها الانهيار الاقتصادي منذ الحرب العالمية الأولى، فأصحاب العيون الزرقاء يحسنون التعامل مع أوضاع العالم الاقتصادية مما يجنب العالم بأسره مغبة الوقوع في أي أزمة اقتصادية ولهذا قدم ذلك الخبير للوطن العربي لتعليم من في هذا الوطن طرق التعامل مع الأوضاع الاقتصادية ليسير الوطن العربي على طريق النجاح والتقدم كما هو متبع في وطنه الذي لم يعاني يوماً من أي أزمة اقتصادية ولا حتى أزمة عاطفية، ولن يحصل هذا الأشقر على أي مميزات كتلك التي يتم منحها للمواطن "سكن في مجمع سكني خاص أو سيارة فارهة أخر موديل أو بدل انتقال وتذاكر طيران أو موقف داخلي بمقر الشركة أو حتى مصروف شخصي يومي" فهو سوف يكتفي براتبه البسيط ذا الريالات المعدودة التي تنتهي في منتصف الشهر ويقضي باقي الشهر أما مستديناً أو عند باب الشركة مستغيثاً. مدراء العرب لا مجال لديهم للواسطة أو المجاملة والمحسوبية فمصلحة الشركة فوق الجميع يحافظون عليها أكثر من عيونهم ومن أبنائهم وحتى من زوجاتهم، والصراحة لديهم تحتل مكانة عظيمة يضعونها في أول اهتماماتهم والشفافية دستورهم، ما أقصاك يا ضميري جعلتني اشكك في نزاهتهم وجعلت الوسواس الخناس يطرق باب فكري حتى عندما اقفل الباب تستطيع الدخول من الشباك لتتربع في منتصف عقلي لتوسوس لي وتشكك في مدراء الاستقامة والعدالة والنزاهة. المهندس/عبدالله عمر العمودي عضو الهئية السعودية للمهندسين