عاش الجيل الذي عاصر التألقات الكروية للمنتخب السعودي في عقدي الثمانينيات والتسعينيات الميلادية نشوة التفوق السعودي في كل شيء، وذهب يسحب ذلك التفوق إلى مجالات أخرى كالتعليم والصحة والنقل وغيرها من المجلات ... حتى أصبح كثيرون منا يرون أننا أفضل بكثير من دول الجوار .. والحقيقة أننا وإن كنا فعلا متفوقون ونحقق معدلات نمو جيدة وفقا للفرص والخيارات المطروحة قي ذلك العصر، إلا أن تلك الدول ومع مرور الأيام استطاعت أن توجد لنفسها حلولا وفرصا جديدة للنهوض على أكثر من صعيد تنموي كان أهمها التعليم والاقتصاد والنمو العمراني وليس أخرها .. كرة القدم في حين بقينا نحن ننظر لهم بذات النظرة التي كنا ننظرها من قبل ونمارس ذات الأساليب التي كنا نمارسها حتى وإن تحدثنا بعكس ذلك، ودون أن نشعر أصبحت أساليبنا قديمة مع أن كل ما حولنا ينمو ويتطور وبسرعة.. لقد طورت تلك الدول أنظمتها التعليمية بأقل الأثمان ومن دون الاعتماد على ميزانيات ضخمة أو برامج تطويرية معقدة وأطلقت ميزانيات تعتمد على زيادة دخل الدولة كالسياحة وغيرها وأقامت شراكات منظمة مع المستثمر الأجنبي وطورت مناطق وسط البلد ونفذت مشاريع عمرانية كبيرة وبدأت تتجه للخروج من أزمات الإسكان وشيدت الطرق السريعة والأبراج التجارية الضخمة حتى تقلصت الفجوة التنموية بينها وبيننا في حين أنها دول فقيرة وربما لا نبالغ إذا قلنا أنها بدأت من تحت الصفر أو من أنقاض الحروب. فأنت إذا ذهبت إلى دول مجاورة كالأردن ولبنان وسوريا تجد أنها تشهد نهضة من نوع ما سواء تعليمية أو صناعية أو حتى نهضة شاملة على جميع المستويات لترى بأم عينيك الطرق السريعة والأبراج والأسواق والمستشفيات المتقدمة علاوة على كونها تحقق نتائج ممتازة على صعيد أحد أهم المجالات التنموية وهو مجال التعليم فمثلا تجد هذه الدول تحقق إقليميا وعربيا وعالميا نتائج متقدمة وذلك وفقا لتقارير الأممالمتحدة والمنظمات العربية والدولية لينتهي الأمر بأن أصبح لديها منتخبات كروية قادرة على هزيمتنا في كرة القدم والتي دائما ما كنا نعدها مفخرة لنا ومؤشر معنوي كبير للنهوض والنمو في بلادنا، إنه حديث عن دول فقيرة لا تملك الإمكانات المادية فما بالك لو تحدثنا عن دول عربية وخليجية مثل قطر و الإمارات العربية المتحدة و الكويت وسلطنة عمان. خلاصة القول أن المواطن اليوم ورغم ما يشاهده من نجاحات سعودية جزئية هنا وهناك إلا أنه وعند تتبعه للأرقام ونتائج المنافسات والاختبارات الدولية لا يشاهد نجاحات بحجم وطنه الكبير وإمكاناته القوية مايجعله يشعر أن مشروعه السعودي التنموي يسير ببطء ومن دون أي نتائج معتمدة دوليا بطء يشبه بطء اللاعبين في تصفيات كأس أسيا بعد أن كنا نرى \"نجوم الكرة في الثمانينيات\" مثل ماجد والنعيمة يقاتلون لنرى الإنجازات رأي العين تتحقق لبلادنا ؟ فهل السبب ياترى هو غياب النجوم؟ ولماذا ياترى خصوصا أننا لايمكن أن نحمل المواطن \"المسكين\" \"ناصر الجوهر\" كل أخطائنا المتراكمة. خالد راشد الحسينان كاتب وإعلامي سعودي