أذكر قبل ما يزيد على عقد من الزمن وعند بداية عملي بالجامعة أن ثمة معاناة كبيرة يجدها خريج الثانوية العامة في الحصول على مقعد للدراسة الجامعية، وكان مشكلة المشاكل تتمثل في أن 7 جامعات لا تكفي لاستيعاب خريجي الثانوية العامة. الآن وبعد سنوات على تلك المعاناة أصبح بإمكان خريج الجامعة أن يجد المقعد الجامعي بسهولة بعد أن توجّه خادم الحرمين الملك عبدالله حفظه الله إلى إحداث ثورة هائلة في مجال التعليم الجامعي بزيادة عدد الجامعات إلى 24 جامعة. كما أتذكر في ذاك الوقت أيضاً أن زملاءنا من المعيدين والمحاضرين لا يتمكنون من الحصول على فرصة الابتعاث الخارجي إلا وفق شروط قاسية. وأما الآن فقد جاء برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي ليتيح فرصة الابتعاث أمام خريج الثانوية العامة دون تعقيدات تذكر، فلا يكاد يخلو بيت من مبتعث عاد أو آخر ذهب. إن هذا التحول المذهل الذي أحدثته إرادة التغيير والتطوير عند خادم الحرمين الشريفين هو الذي أفرز هذا النجاح المذهل. وهو ما يدفعني إلى اقتراح صغير لحل واحدة من أهم المشكلات التي تعاني منها بلادنا، والتي تشكّل خطراً كبيراً على مستقبلنا الوطني والأمني والاجتماعي. إن مشكلة البطالة التي يعاني منه الكثير من أبنائنا وشبابنا تحتاج من خادم الحرمين الشريفين التفاتة مماثلة لالتفاتته نحو حل مشاكل القبول الجامعي. وأقترح أن يتم ذلك من خلال إنشاء برنامج لحل مشكلة البطالة يحمل اسم (برنامج خادم الحرمين الشريفين لتوظيف السعوديين). لأن حل مشكلة البطالة لن تستطيعه وزارة واحدة مثل وزارة العمل مثلاً، إذ لو كان ذلك ممكناً لفعله الوزير السابق غازي القصيبي رحمه الله، ومادام هذا الرجل العملي المخلص قد عجز فلا تنتظر الحل من وزير غيره. إن حل مشكلة البطالة يحتاج إلى شخصية ذات قرار نافذ، شخصية تستطيع أن تصدر أوامرها لكل الجهات ذات العلاقة التي تستطيع في حل المشكلة، وليس ثمة شخصية أقدر على ذلك من شخصية الملك نفسه، الذي يملك إحداث التغيير وتحويل الأمل إلى واقع ملموس. فهل تكتحل عيون أبنائنا وبناتنا بإنشاء (برنامج خادم الحرمين الشريفين لتوظيف السعوديين) ؟! د.إبراهيم بن منصور التركي