سعد أهالي البكيرية منذ أكثر من عشرين عاماً بإنشاء مبنى متحف البكيرية الذي صمم بشكل جميل وجذاب وببصمات تراثية ، ليكون معلماً بارزاً من معالم المحافظة يجسد تاريخ الآباء والأجداد وأسلوب معيشتهم وحياتهم اليومية ، وما فيها من صعوبة جسدت قوتهم وصلابتهم . عندما قامت لجنة التجميل والتحسين بالمحافظة تلك اللجنة الغامضة في تكوينها وأهدافها والتي ماتت بعد تعسر في ولادة هذا المبنى ، والذي لا نشك إطلاقاً في حسن نواياها في تحسين وتجميل المحافظة ، إلا أن توقفها وعدم تقديم شيء يذكر سوى هذا المبنى ومجسم البرج الواقع في مدخل المحافظة منذ تلك الفترة وضع أكثر من علامة استفهام...... منذ عشر سنوات تقريبا وفي أحد برامجي التلفزيونية التي أقوم بإعدادها وتقديمها قمت بعمل استطلاع تلفزيوني عن المتحف وأجريت لقاءًً مطولاً مع أحد أعضاء اللجنة تحدث فيها عن أقسام المتحف وما سيحتويه كل قسم من القطع الأثرية ، مؤكداً أنهم عازمون على تجهيزه وافتتاحه قريباً ، لتمضي العشر سنوات ويمضى معها ذلك التصريح هباءً منثوراً ، ولم يتم حتى العناية بالمبنى . أنا لا ألوم ذلك العضو على ذلك التصريح ، لأنه مجرد عضو زود بتلك المعلومات فقط من أجل اللقاء . ومع استمرار هذا المتحف على هذا الوضع ،أصبحت سعادة الأهالي تلك حلماً ، وأصبح المبنى مجسماً جمالياً فقط ، وداخله سكن مخملي للفئران والجرذان وأنواع الحشرات ، وفنائه الواسع مضمار للقطط ، ومكان مناسب لتناول فرائسهن . إن هذا المبنى الفريد الذي يقع على أهم الطرق ( طريق الملك عبدالعزيز ) أصبح لغزاً محيرا... يجب فك رموزه ، وإيجاد حل سريع للاستفادة منه ..وأعتقد أن أفضل جهة تستطيع فك رموزه هي بلدية البكيرية بقيادة ربانها النشط المهندس / عبدالله عبد الرحمن الطريزواي ، الذي قام بدور فعال وكبير في تجميل وتحسين المحافظة ، لم تستطع تلك اللجنة القيام به لأسباب مجهولة ، مع أنها تستطيع أن تعمل أكثر من ذلك ، وما مبنى المتحف الا أكبر دليل على قوة إمكانياتها المالية ، وضخامة ميزانيتها المجهول مصيرها . كما أن المجلس البلدي يجب أن يكون له دور أيضاً في فك رموز هذ اللغز . وختاماً...ومن وجهة نظري المتواضعة ، أرى تسليم هذا المبنى (التحفة) لأحد المهتمين بالتراث وهواة جمع القطع الأثرية في محافظة البكيرية لإدارته وتشغيله . والله من وراء القصد.....ودمتم بخير . علي الشمالي البكيرية [email protected]