ما من أحد إلا وتحدث عن نظام ساهر والكل قد اتفق على الفكرة واختلفوا في التنفيذ منهم من تهكم في تحديد سرعة الطرق ,والبعض صم جام غضبه على تخفي سيارات ساهر لاصطياد أكبر عدد ممكن من المخالفين . ومع هذا كله يبقى سؤال موجه لإدارة المرور ما الفائدة من نظام ساهر هل هو للحد من السرعة القاتلة وحفظاً لأرواح سالكي الطرق أو انه صيد ثمين للمخالفين . ولعل تغيير مواقع سيارات ساهر وتنوعها من سيارة باص إلى جيب دليل على فن مهارة الصيد ( أين هيئة حماية الحياة الفطرية من الصيد الجائر )ولا نستغرب من دخول سيارات الأجرة في عملية الاصطياد كنوع من التمويه للسائقين لتضيء لهم ليل نهار بكاميرات ساهر . ومع هذا كله لم نصل إلى حل لبدائل ساهر والذي أكل الأخضر واليابس من رواتب المخالفين . نعم نحن من النظام نعم نحن مع حفظ أرواح سالكي الطرق ولكن هل من بديل يغني من الوقوع في الصيد الجائر . ولعل مخرجات إصدار الرخصة باتت واضحة وكشفت المستور من تدهور نظام إصدار الرخص في إدارة المرور ,بكل بساطه تستطيع الحصول على الرخصة المرورية وأنت في بيتك وأن لم يتوفر لك ذلك فما عليك إلا أن تحفظ علامة المستشفى وعلامة ممنوع الوقوف وأن تقود سيارة فحص الرخص وتوقفها بشكل جيد وبعدها تحصل على الرخصة التي تخول لك ممارسة القيادة المثالية من معرفة أنظمة الطرق وقواعد الإشارة المرورية . إن اختبار الحصول على رخصة ليست من المنهج في شئ ,لم يطرح على السائق سؤال نظام ساهر وقواعده وأنظمته ولم يختبر ميدانيا على كيفية الاتزان في تحديد السرعة لمسافات طويلة ( الكل يسوق وعينه على العداد ) ( وإذا تقول انك سواق فلته مر على إشارة العليا ولا تأخذ مخالفة ) ولكي تعرف سوء مخرجات تعليم القيادة انظر إلى الكم الكبير من المخالفات والتهور في تجاوز السيارات وعدم احترام الطريق . إذا نظام ساهر طبق ولم يوضع له قواعد وشروط تعليمية في ساحة دلة ( يا أخي ما احد بيتعلم إلا إذا أخذ مخالفة بخمسمائة ريال بعدها بتأدب ويتعلم ) ومع كثرة الضجيج حول نظام ساهر وكثرة المشتكين والمتأففين لم تقم إدارة المرور بوضع بدائل لنظام ساهر . فالشخص الذي لا يحسن فن القيادة ككبر في السن أو جهل بالنظام أو خوف من المخالفة أن يكون لهم بدائل تنجيهم من فخ الصيد الساهري . والبدائل تكمن في توفير سبل نقل أخرى غير السيارة من مترو يربط أحياء المدينة إلى نقل عام يتمركز في الأماكن العامة ليتسنى لهم التنقل من والى وظائفهم وأعمالهم بعيدا عن سيارة قد تقودهم إلى تسديد ديون طائلة هم في غنى عنها وتخيل مدينة كالرياض فيها أنواع لوسائل النقل ولشخص اختيار ما يناسبه وإذا تعالى وتكبر وقاد سيارته فليتحمل ما يحصل له في جميع دول العالم المتقدمة لا يوضع نظام إلا وله بديل لكي لا يجبر الشخص على طريق واحد بنظام واحد ليحصل على مخالفات عده . بكل بساطة يجب أن تكون هناك بدائل نقل تفيد المجتمع وتفيد المرور لان الغاية الحقيقة من نظام ساهر هو حفظ الأرواح من القتل السافر في كل يوم وليلة بسبب سيارة تقود صاحبها إلى مقبرة الموت . وإذا وضعت البدائل ستنعم إدارة المرور من الازدحام وسننعم بقلة المخالفات وسنعيش حياة مثالية متطورة . أن عمل المرور منصب على سلامة قائدي المركبة وتنظيم السير وبوضع تلك البدائل ستحقق إدارة المرور غايتها التي وضعت من أجله (تنظيم سلامة حفظ) حفظ الله الجميع ... بقلم الكاتب : تركي فائز الحقباني - الرياض