قد نسعد بلحظات السعادة التي تكتنفنا حينما نستقبل أول يوم في عملنا أياً كان نوع هذا العمل وقد لا نستطيع تذوق حلاوة النوم قبل يومنا الأول من العمل .. وقد تكون ليلتنا مليئة بالورود والوعود لأنفسنا بالإخلاص بالعمل والابتكار والتجديد .. ونستقبل إشراقه الشمس بنشاط وحيوية برغم عدم قدرتنا على النوم وقد نستغرب ذلك النشاط الذي لم يولد بعد راحة بل ولد بعد سهر وعناء وترقب !! كلنا آمال وأحلام وتوقعات وندخل مقر العمل وكلاً منا يحظى بما يكتبه الله له ؟؟ مجهول هذا المستقبل قد يخيفنا أحياناً وقد يؤرقنا أحيانا أخرى فما هو طبيعة العمل وما الذي سيكلفونني به وكم سيكون نصابي من الأعمال أو الحصص لو كنت معلما؟؟ ومن هو مديري ومن هم زملائي ؟؟ كيف سأبدع ؟؟ وهناك اختلاط عجيب من المشاعر الغريبة قد تجد نفسك غريباً في تخبطها فهي تتأرجح ما بين السعادة والقلق والرغبة والتراجع قد يسعد احدنا بالصحبة الرائعة ويجد من يأخذ بيده إلى بر الأمان والخروج من المجهول ومساعدته للوصول إلى باب حجرة المدير ليرى بأن الصورة التي بدأها زملائه يكملها المدير بالاستقبال الرحب والوعود الجميلة والمرور معه بأرجاء مملكته الصغيرة ومكان عمله وإبداعه وهنا قد صنع هذا المدير في مشاعر هذا الموظف وفي نفسه أرضا خصبة للإبداع وللرقي بعمله بهمة وعزم و يكون بهذا المدير قد استحوذ على مشاعر هذا الموظف وأزال ما بهذه المشاعر من غربة وقد يكون العكس للآخر فيرى الوجوم في الوجوه صباحا من الجميع وقد يسمع عبارات الإحباط صباحا منذ دخوله لمقر عمله ، وقد لا يجد حتى من يوصله لإدارة المكان الذي يعمل به ويضيع بين ممرات المكان ودهاليزه ليصل أخيرا بعد تعب وجهد لما يريده ويدخل ليرى علامات الصرامة بادية على الوجوه وقد لا يجد حتى من يطلب إليه الجلوس وقد يقف منتظرا نهاية حديث أو أصوات يعلوها الصخب كانت قد بدأت قبل دخوله وقد لا يحسون به ولا بوجوده !! ويقف حائرا بين أحلامه وآماله وبين الإحباط الذي أصابه وحينها فقط تتحطم كل لبناته التي قام ببنائها بليله وأحلامه وهنا يكون هذا المدير قد اجذب الأرض الخصبة في مشاعره ليستلم عمله ومنذ اليوم الأول يحسب للساعات متى تنتهي ومتى تزول وهكذا تسير الحياة ..... تساؤلات كثيرة تكتنفني ؟؟ لما نعيش في غربة مشاعر قد تسير بنا لبر الأمان وقد تعيدنا خطوات كثيرة للخلف ؟ هل يجب أن تكون مشاعرنا أقوى للوقوف أمام الصدمات أم هل يجب أن يخضع جميع المدراء لدورات تدريبية لصناعة ارض خصبة في مشاعر الموظف المستجد ؟ وقفة لوزارة التربية والتعليم وأي وزارة يعنيها الأمر (( المدير يستطيع ان يصنع من الموظف مواطنا فاعلا ... ويستطيع أن يصنع مواطنا محبطا يجر أذيال خيبة الآمال ))