سمو الأمير: أعلنتم عشية تنصيبكم أميراً على هذه المنطقة أن أولوياتكم ستركز على تطوير الصحة والتعليم. وهما بلا شك قطاعان حيويان مهمان. لكنهما في نظر سكان المنطقة ليسا بالسوء الذي قد تتوقعونه، وتطويرهما لا يحتاج إلى جهد ومال كثير. سكان المنطقة يا سمو الأمير يرون أن محاربة الفساد الإداري، وقطع أوردته وشرايينه المتشابكة في أكثر من إدارة، هو بداية الإصلاح، ومحور التنمية والتطوير. الناس هنا يا سمو الأمير يتطلعون إلى أن تكون بداية التغيير من الإمارة، ثم الأجهزة الأخرى. ويرون أن شخصيات بذاتها ظلت طوال العقدين الماضيين تسيَّر الأمور بما يخدم مصالحها، ويحقق طموحاتها دون النظر إلى ما يقع على الناس والمنطقة من أضرار وآثار. ولو سألت طالباً في المرحلة المتوسطة لعدهم فرداً فرداً، لأن ممارساتهم ومخالفاتهم باتت واضحة للعيان، وبإمكان الأجهزة المعنية لديكم رصد ما تتداوله مجالس المنطقة في هذا الجانب. لعلكم تسألون يا سمو الأمير القسم المختص عن المعايير التي تطبق عند ترشيح واختيار رؤساء المراكز والمحافظين وأصحاب الوظائف الترشيحية، فربما تكتشفون أن المعيار الوحيد هو المنافع المتبادلة، والعلاقات الشخصية، والمصالح الخاصة. وإلاَّ لماذا يوجد على بعض الوظائف العليا حتى الآن موظفون شبه أميّين؟! المواطنون يتمنون أن يسأل سموكم كيف تم تحديد مسار الطريق الدائري؟ وهل هي من محاسن الصدف أن يمر بمنازل وأملاك مسؤولين في إدارة الطرق. ويلتوي كالثعبان ليخترق قرى معينة، ويستبعد أخرى دون النظر إلى معايير النطاق العمراني والتصاميم الهندسية، ونظام نزع الملكيات؟ ولماذا أهملت شكاوى سكان بعض القرى المتضررين؟! طريق العقيق المزدوج لماذا تأخر إنجازه؟ ولمن هي الأراضي التي غُيِّر اتجاهه ليمر منها؟ ومتى تاريخ صدور صكوك امتلاكها؟ ولماذا غضّت الإمارة والجهات الرقابية الطرف عن هذا التأخير وتلك التعديلات؟! مجموعة الخمسة المشهورين بإصدار الصكوك على الأراضي الحكومية وتحويلها إلى مخططات بطرق غير نظامية، ماذا تم بشأنهم؟ وماذا قررت لجان التحقيق التي استجوبتهم؟ وما موقف الإمارة منهم؟ وتحت أي مظلة كانوا يعملون؟ شركة الباحة للتنمية سُرقت في وضح النهار، ولم يُحقق مع مختلسيها حتى الآن، وأضحت مثلاً سيئاً منع رجال الأعمال والمستثمرين من إقامة أي أنشطة في المنطقة خوفاً من التدخلات والعراقيل التي ابتدعها بعض المسؤولين خروجاً عن الأنظمة لتحقيق مصالح خاصة بهم!! يا سمو الأمير: بعض معاملات المواطنين لا زالت تتعرض للإهمال والضياع وسوء الإجراء في البلديات والمحاكم والإمارة والمحافظات وجهات التحقيق. وهم ينتظرون وقفة حازمة من سموكم للقضاء على مظاهر التسيّب في الأجهزة الحكومية. المبالغ التي تُجمع بين حين وآخر من موظفي الدوائر وشيوخ القبائل بحجة الصرف على المهرجان السياحي وبيت الجنادرية والحفلات العامة لا يعلم الناس مَن المسؤول عنها؟ وكيف وأين تُصرف؟ ولماذا في الباحة فقط دون غيرها من المناطق؟! ولماذا لم تسلم مسؤولية البرامج السياحية لهيئة السياحة حتى الآن؟ ومن المسؤول عن تعطيل هذا الأمر؟ مركز الملك عبدالعزيز الحضاري وُضع حجر أساسه منذ 14 عاماً ولم يكتمل إنجازه حتى الآن رغم صرف ما يزيد عن 30 مليون ريال مع أن معظم أجزائه من الهناقر الحديدية!! سمو الأمير: هذه رسالة من محب أرجو أن يتّسع لها صدر سموكم مع تقديري لكل ما بذله سلفكم سمو الأمير محمد بن سعود، ووكيله الأمير فيصل بن محمد، فقد كانت لهما جهود مشكورة، وتحققت على أيديهما إنجازات لا ينكرها إلاَّ جاحد.. مع دعائي لكم بالتوفيق والسداد، وأن يمدكم الله بالعون والبطانة الصالحة.. إنه سميع مجيب