بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قبل أن تنطلق في قراءة هذا المقال آمل منك أن تعود للوراء قليلاً ، عندما أقدم ذلك الشقي ورسم تلك الرسومات التي صور فيها سيد البشر -صلى الله عليه وسلم- ، بصور تظهر مدى حقد هؤلاء على الإسلام ورسوله . تعال مرة أخرى وتأمل ، عندما تنفس ذلك القس العجوز، وهدد أنه سيحرق نسخاً من المصحف الشريف أمام الكنيسة ، والسبب أنه سيقام مركز إسلامي قرب موقع برج التجارة العالمي بمدينة نيويورك ، وسيخصص الدور الرابع ليكون مسجداً ، فاستيقظ بعض القوم هناك ليتذكروا ذلك الهجوم الذي أطاح بالبرجين ، وجعل عاليهما سافلهما ، وصبوا جام غضبهم على الإسلام ، موافقين بذلك فكرة ذلك القس العجوز الذي رأى أن القرآن هو السبب ، فأراد أن يحرقه ليشفي غليله . وقبل هذا دعني أنقلك إلى الماضي السحيق لترى أن الصورة تتكرر ، الحقد الدفين على العقيدة العظيمة ، وهي توحيد الله ، الذي جاءت به كل الرسالات ، وماذا لقي الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- من أقوامهم الذين حاولوا صد هذه الدعوات ، إلى دعوة خاتمهم وأفضلهم ، محمد -صلى الله عليه وسلم- ، وكيف أنهم تجرؤوا على الذات الإلهية ، وأن بعضهم أخذه الغرور ، وادعى أنه إله ورب ، وماذا كانت النهاية .؟ إذا لا غرابة أن يحدث هذا ؟ ولكن الغريب الذي انقشعت عنه الغيوم ، والذي قد لا يعرفه كثير من المسلمين اليوم ، هو تمزق ذلك القناع المنتن الذي أظهر العورة بكل وضوح ، من هؤلاء القوم الذين يتوشحون برداء الإسلام ويستظلون بخيمته وهم أبعد ما يكونون عنه ، لتكتمل صورة ذلك الوجه المشوه مع الصور السابقة ، ويتطابق الشبه بكل وضوح ، حيث يلتقي الرافضة مع اليهود والنصارى والمجوس في خندق واحد وتحت ملة واحدة ، وهي العداء السافر لهذا الدين العظيم الذي استوعب الجميع ، فانظر ما فعل اليهود قديماً وحديثاً مع ميراث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .؟ وتأمل ما يفعل النصارى الآن تذكر الرسام الدنمركي والقس العجوز ، ثم تأمل ماذا يقول الرافضة عن الصحابة -رضوان الله عليهم- ، خاصة أبو بكر وعمر.؟ لترى السم الزعاف يسري في أجسامهم ، والشبه واحد . ثم أطلقوا تلك الغيوم السوداء الداكنة المملوءة حقداً وعداوة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وحيث لم يستطيعوا النيل من شخصه الطاهر ، حاولوا العبث ببيته الشريف المنزه عن كل ناقصة ، بأبي هو وأمي ، أطلقوا سهامهم القذرة المنتنة إلى صدر الصديقة بنت الصديق لينالوا من عرضها ، وهي المبرأة والمنزهة من عند الله ، حينما اتهموها ( ب .....) والله لئن يخر الإنسان من السماء فتهوي به الريح في مكان سحيق ، ولا يفكر ، فكيف له أن يتفوه بمثل هذا ، سبحانك هذا بهتان عظيم . سبحان الله ، ملل الكفر تلتقي من جديد ، كما التقت يوم الأحزاب ، ولكن بلون جديد . فلا نستغرب أن يرمي هولاء أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بهذه الفرية العظيمة ، لأنهم أبناء ابن سلول وذرية ابن سبأ . ************** خلال شهر رمضان المبارك من هذا العام ، دارت عبر الفضائيات حوارات ومناقشات ومناظرات بين مجموعة من الفضلاء من أهل السنة مع مجموعة من الشيعة والرافضة ، بقصد التقارب والالتقاء في المنتصف ، ولكن وبعد هذه الجولات الطويلة التي امتدت طيلة ليالي الشهر ، اتضح جلياً فيما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يمكن أن يلتقي أهل السنة والرافضة أبداً أبداً ، إلا بإتباع أحد الطرفين الآخر، وهذا لا يمكن أن يحدث مطلقاً ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )، إذاً ما فائدة هذه المناظرات .؟ بالنسبة لأهل السنة ، لإيضاح البلاغ الذي اتخذه الله عليهم ، وتأديةً للمسؤولية الجسيمة التي تركها لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، بقوله : « بلغوا عني ولو آية » . أما الرافضة ، فقصدهم التشويش وصد الحق عن عوامهم ، وتزوير الحقائق ، والتشفي ، والنيل من ميراث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، الذي حمله صحابته الكرام . وقد شاهد العالم كله عبر القنوات الفضائية ، كيف هم عند المناقشات العلمية ، وكيف أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه ، ليصدوا عن سبيل الله ، ولا يتيحون لأحد أن يتكلم أو يسمع . أما أم المؤمنين -رضي الله عنها- ، فلن يضرها ذلك شيئاً ، بل هي رفعة في درجاتها ومكانتها ، حيث تولى الله -سبحانه وتعالى- تبرئتها بقرآن يتلوه المسلمون إلى يوم القيامة ، وكفاها فخراً بذلك .. عليه ، ما هي النتيجة بعد ذلك .؟ أقول والعلم عند الله * يوضح هذا السلوك القذر الذي ينتهجه الرافضة ، بتطاولهم السافل على بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، أنه لن ولا يمكن أن يلتقي أهل السنة مع أهل الباطل ، مهما تلونوا أو لبسوا لبوس الضأن ( وما تخفي صدورهم أكبر ) . * يعطيك إشارة إلى حقارتهم ، حيث لا يتورعون عن اقتراف مثل هذه الآثام ( تأمل ، ماذا يقولون عن عمر.؟ ) . * هذه التصرف هو خير للمؤمنين ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ) ، حيث أراد الله أن يرفع قدر زوجات نبيه -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام ، وأن تعاد سيرهن وسيرهم ، ليعرفها الكفار قبل المسلمين ، ويروا أنهم يستحقون هذه المنزلة التي أنزلهم الله إياها . ماذا علينا أن نعمل .؟ * أن تقتفي أثار رسولنا -صلى الله عليه وسلم- ، وصحابته بإحسان ، ونسأل الله أن يحشرنا معهم ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) . * أن لا نخدع بمن يقول : الحوار من أجل الحقيقة ، فالحقيقة واضحة ، ولا تحتاج إلى حوارات ، فربنا يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) فهل بعد هذه الحقيقة ، حقيقة يبحث عنها ..؟ والسلام عليكم .... عبد الله العياده