في قرار أثلج صدور الكثير خاصة ممن فقد شخص غال أو أخ عزيز في سيول الأربعاء أو ما عرف ب ( كارثة جده) ... فقرار الإعفاء لبعض القيادات كمساعد الأمين للتسويق الاستراتيجي والإعلام !! - حقا جدة غير والمسميات في أمانة جده (غير) - . وكذلك مدير الموارد البشرية .. وبحسب ما جاء في صحيفة عكاظ بأنه سيتم إعفاء ثلاثة مدراء عموم كخطوة قادمة ... حقيقة إننا نسعد بتجديد الدماء داخل مؤسسة حكومية ك كأمانة جده كما نسعد ونرحب دائما بهدم بيوت العناكب التي نسجت خيوطها على كثير من أولئك المزهوين خلف مكاتبهم وأصبحوا يشكلون بطالة مقنعة .. فهم مناصب بلا ادوار حقيقية ... والغريب في الأمر هو التعاقد مع موظفين من القطاع الخاص ليشغل أولئك الخبراء أو المستشارين وظيفتين فهم بذلك يساهمون في توسيع دائرة البطالة .. وتضييق فرص العمل أمام الخريجين ... وقد يكون ذلك المتعاقد معه خبيرا في جهة ثالثه ومستشارا في جهة رابعة .... قد يتساءل الكثير ... عن كم مؤسسة حكومية متعاقدة مع خبراء ومساعدين هم عبئا على تلك المؤسسات ومتى ستدور الدائرة حتى يتم الإفصاح عن الشئ المخبأ ؟؟ ولماذا لا تتم الرقابة بشكل متواصل وأوسع .... وهل نحتاج إلى كارثة جديدة حتى نعيد هيكلة بعض الدوائر و الاداراة .. هل نحتاج لسيول جديدة ..؟ ... وفي عودة للخبر الذي مفاده أن هناك تدويرا للقيادات داخل أمانه جده سيجرى خلال الأيام المقبلة واني لأتساءل هل من جدوى لذلك التدوير وماذا سيضيف؟ .. حقا إنها المراوحة في ذات المكان .. كما نتمنى ألا تكون تلك الهيكلة بمثابة ذر الرماد في العيون واستجداء لعطف المنكوبين والحد من حنق المتضررين ... ولسان الحال يقول ( سوينا شي) . وألا تكون هيكلة ورقية تدور في فلك المسميات فقط ... فاني أتوجس خيفة من ( استحداث إدارات وإلغاء أخرى). والمعنى في بطن الإدارات ... في سياق آخر ومن مسلمات الأمور إن من سبل انتشار ظاهرة الفساد هو غياب الرقابة الذاتية والتي تأتي في المقام الأول فغياب الضمير الحي الذي يخشى الله او موته تماما عند بعض من بيده عقدة الحل والربط ..يأتي ضعف الرقابة الرسمية كثاني أقطاب تفشي الفساد .. وقلة المساءلة.. والعوامل كثيرة لا يسع المقام لذكرها ... نحن لا نحتاج لكارثة كل يوم حتى نستفيق ونضيق الخناق ونبدأ من الصفر لنعيد العربة خلف الحصان .. يكفينا كارثة جده التي راح ضحيتها عشرات .. فغاب التخطيط,وموت التنظيم ,وانعدام المتابعة وقلة التوجيه وضعف ألرقابه كانت سببا في كارثة جده وما تلاها كسيول النفط المهربة من ميناء ينبع .... وكل الخوف ان نستفيق في يوم ما على ما يهون تلك الكوارث من هول ما قد يحدث فأحد عشر عاما ,,, أي اكثر من عقد من الزمان ولم يكتشف امر النفط المهرب يجعلنا في حيرة من امر الرقابة ذلك المصطلح الحاضر الغائب .. ياسر احمد اليوبي [email protected]