يقول الإمام الشافعي رحمه الله (رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ) رائع هذا الإنصاف من إمام كالشافعي ، وهو تأصيل للغة حوارية هادئة ، كم هي اليوم غائبة عنا في مجتمعٍ يعج بالكثير من المناقشات والاختلافات التي زرعتها قنوات تدعي المصداقية والمنبرية وهي تزرع عنفاً وحقداً وتأصل ثورة ! عدت إليكم أيها القراء الكرام بعد توقف مداد قلمي المنهك ، ولعل مراجعة ماكتبت والعناية بتعليقاتكم وأحاديث ونقاشات كانت عابرة خارج أروقة عاجل ، تستحق الوقفة والإيضاح بصورة جلية وجريئة . سأتوقف عند ثلاثة مقالات سابقة ، اطرح بين أيديكم تداعيت ومناقشات دارت حولها ، وتعليقات كتبت هنا ، والبعض كانت المشافهة والمهاتفة حاضرة ، وأنا هنا اشكر كل من كان له رأي أو وجهة نظر ، مخالفة أو موافقة فأنتم المعين الذي يمدنا بالرأي والتصويب ولا يفسد الخلاف للود قضية . المقال الأول ( ابني والملك عبدالعزيز ) قصة واقعية أجبرتني أحاسيسي ومشاعري أن اكتب وأترجم لغة طفل لم يتجاوز السادسة من عمره , هي سيرة عطرة لإمام فذ ومؤسس يصعب تكرار مثله ، حكمة وحنكة ودراية وبعد نظر منه رحمه الله وطيب ثراه ، تجني بلادنا اليوم ثمارها من الأمن والاستقرار واللحمة الوطنية المتينة بين الراعي والرعية . البعض فهم من المقال المبالغة ، وأنها قصة افتراضية من نسج الخيال ، لكنني لازلت أقول إنها رسالة لنا أولياء أمور ومربين ، في تأصيل فكر الولاء والانتماء الحق ، وبيان منزلة هذا الإمام ومسيرة تأسيسه ورجالاته المخلصين ، يحتاج الأبناء - بكل صراحة نقولها - لحديث ماتع لمسيرة التأسيس والتوحيد والوحدة ، وماتتمتع به بلادنا من احتصان للحرمين الشريفين وتحكيم لشرع الله تعالى ، حتى لا يكونوا لقمة سائغة لمن انحرفت أفكارهم وتجرؤا على أمور وأحكام عقدية شائكة توقف فيها أكابر العلماء . المقال الثاني (الإمام الحسين بن علي عليك سلام الله ) سبط الرسول عليه الصلاة والسلام وسيد أهل الجنة ، لم يرق للبعض أن يقال أننا جفونا اسمه ، والكثير يناقش ويعلل بان الاسم موجود ولا يعني عدم التسمي الجفاء ، ولم أقصد أننا لا نحبه بل كنت أتمنى أن يكون لنجد بالخصوص العناية بالتسمي بآل بيت رسول الله ، لا أن يربط هذا الاسم بمعتقد أو فئة لم تنسه من دمها قبل التسمي به ، مع اختلافي معهم في أسلوب التعبير ، ومن المضحك هو نقاش دار بيني وبين أحد الأحبة طال وانتهى بقوله (يابوخالد تبي العلم لن اسمي الحسين إلا بعد مايجين عشرين ولد ! ) ، وآخر يتصل و يقول ياليتك ماتسرعت فيه فلان وفلان - مسمين بها الاسم - . تبقى هذه وجهة نظري ، ورحم الله الإمامين الحسن والحسين وكرم الله وجهيهما . المقال الثالث (معرض الكتاب وجدل لا ينتهي ) معرض تجتمع فيه العقول والثقافات لا مجال فيه لكثير مما أثير حوله من تجاوزات وصور أثارت حفيظة البعض ، ومع الأسف انتهت بانتهاء آخر أيامه ، البعض قال لي أنك تسرعت في الكتابة عنه خاصة الآن ، والبعض يقول – ماشفت صور الفتيات والاختلاط اللي حصل فيه – نعم زرت المعرض ثلاث مرات وكنت أتمنى ألا أخرج منه سعادتي غامرة برؤية هذا النهم الثقافي من الجنسين وقد تكون المرأة هي التي كانت حاضرة ، كنت اقصد وأنادي بأعلى صوتي نريد أعمالاً ثقافية تنافس الموجود ، غذاءً مناسباً لهذه العقول الثقافية الواعدة ، تحميهم من كل فكر منحرف وسلوك خاطئ ورواية تخدش حياء وعفة فتاة لم تجد ماتروي نهم ثقافتها إلا بهذا النتاج . يعني بالعربي الفصيح ردود الأفعال الوقتية والمبالغ فيها لا تكفي فالقافلة تسير فهل نلحق بها ، لنكون جزءً من صناع هذا الجيل وبناة ثقافته ؟ بلادنا بحاجة لأقلام تروى هذا العطش والنهم الثقافي ملتزمة بسماحة هذا الدين ، وتقاليد وعادات بلادنا الغالية ، وتلبية رغبات شبابه وشاباته . أخيراً ياليتنا نقرأ مناسباتنا وفعاليتنا الثقافية من زاوية متفائلة وإيجابية بعيداً عن نظرة النقد والتحطيم ، وقناعات تحتاج إلى تغيير ، أو مايحلو للبعض تسميته بالمؤامرة ! . بانتظار مشاريع ثفافية وإنمائية لهذه لهذه العقول قبل أن يصعب علينا أن نقول شيئاً . بصراحة : التغيير أيها القراء الكرام قادم فهل نقوده أم يقودنا ؟ بقلم : أحمد بن سليمان السعيد مشرف تربوي بتعليم القصيم عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال . [email protected] الرسالة