العنوان أعلاه مقتبس من لافتة قماشية رفعها المتجمهرون من خريجي كليات المعلمين لعامي 27-28 14ه الذين لم يتم تعيينهم بسبب إخفاقهم في اختبار (قياس)! وقد تجمهر منهم ما يقارب الثلاثمائة طالب أمام مبنى وزارة التربية والتعليم مطلع هذا الأسبوع، وحسب ما ذكرت الصحف أن مسئولا بالوزارة طلب منهم أثناء تجمهرهم، الذهاب للمسجد المجاور واجتمع بهم هناك وطمأنهم وامتص غضبهم ووعدهم بدورات تدريبية مساعدة لهم لاجتياز اختبار (قياس) في المرات القادمة كما وعدهم بتوظيف من يجتازه منهم مطلع العام الدراسي القادم. وتصرف هذا الإداري ينبئ عن حكمة وعن مقدرة لدى مسئولي الوزارة في التعامل مع المتجمهرين وامتصاص حماسهم. نعود للعنوان.... الطلبة ينادون ويطالبون الوزارة بإلغاء شرط اجتيازهم اختبار (قياس) لتعيينهم، وفي نظري (المتواضع) أن معهم حق – رغم أنني لست محاميا ولا قانونيا - وذلك لأن هؤلاء الطلبة تخرجوا من كليات (معلمين) كانت تتبع للوزارة نفسها وبعد ذلك ضمت لوزارة حكومية أخرى هي (وزارة التعليم العالي) وهذه الكليات - كما هو واضح من مسماها- وظيفتها الأساسية تخريج (معلمين) وفي آخر فصل دراسي يتدرب الطلبة فيها على التطبيق العملي (تربية عملية) ويزاولون مهنة التدريس طيلة فصل دراسي كامل تحت إشراف أكاديمي وميداني من قبل أساتذتهم الجامعيين ويتم تقييمهم من قبل مشرفيهم بالتشارك مع مدراء المدارس التي يطبقون (يتدربون) بها، ولا يتخرج منهم أحد ما لم يجتز المرحلة التدريبية هذه أسوة ببقية متطلبات التخرج. وطالما الحالة هذه فلماذا اختبارات (قياس) وهل (قياس) هذا أهم وأكبر وأصدق وأقوى وأدق و(أنزه) من اختبارات الكليات الجامعية أم أن (قياس) هو اختبار – بشكل أو بآخر - لأداء الكليات الجامعية نفسها ومناهجها وهيئات التدريس بها؟ نقطة أخرى وليست أخيرة وهي أن هؤلاء الطلبة – كان الله في عونهم – وقعوا – تبعا لما ذكرته بعض الصحف - في بداية التحاقهم بالكليات عقدا خطيا مع الوزارة ينص على أن الوزارة ستوظفهم بمجرد تخرجهم وليس هناك نص على اجتياز اختبار (قياس) ولا غيره! وفيما أعلم أن هؤلاء الطلبة قد أجروا اختبار – أخ ل(قياس) من قبل هو اختبار (القدرات) عند بداية التحاقهم بكلياتهم! مسألة أن من بين هؤلاء الطلبة من ليس جديرا بمهنة التدريس، وغير كفء، وليس مؤهل لها، ليست مبررا لإرغام آلاف الطلبة على اجتياز اختبارات كهذه ومن المفترض معالجة القضية – في حال وجودها - من أساسها فإذا كان مستوى الطالب لا يؤهله للوظيفة فلماذا قُبِل ابتداء بتلك الكلية، ولماذا خُرِج منها ومنح درجات النجاح وسلم في حفل بهيج وثيقة التخرج، وإذا كان الأمر ذا صلة بمستوى تعليم الطالب في المراحل الدراسية الأساسية (ابتدائي ومتوسط وثانوي) فهذه قضية الوزارة نفسها، (يداك أوكتا وفوك نفخ)! وهل يصلح (قياس) ما أفسد الدهر! أمر سيدي خادم الحرمين الشريفين الذي أشار إليه الطلبة في لافتاتهم يبعث الأمل والتفاؤل في نفوس هؤلاء الطلبة وأهاليهم وذويهم، و(أبو متعب) حفظه الله ورعاه هو من عهد عنه بعد الله عز وجل تفريج الكربات وكأني به – أدام الله عزه - يقول للوزارة (ليس معك حق في هذا). فدام للإنسانية مليكها برحمته واهتمامه وحرصه وهذا ليس بمستغرب من رجل تربى في كنف جامعة والده الفذ الملك المؤسس العادل (عبد العزيز آل سعود) وتخرج بامتياز من جامعة (الحياة) وعرف عنه دوما زف البشرى لكل من أرقه هم وعانى من قسوة لائحة أو تعميم. خلف سرحان [email protected]