يا شيخ العبيكان فتواك في إرضاع الكبير في هذا الزمن وعلى الملأ فتنة ستفتح بابا عظيما.وتجر نساءنا وبناتنا إلى الهاوية لا أعلم ما الحكمة من الإعلام بهذه الفتوى وبهذا الوقت خاصة ألتي كثر فيها الفتن ، وكثر الخلط في كثير من الأمور وهذه الفتوى هي الإفتاء بجواز رضاع الكبير على الملأ ، نحن لا نعارض الفتوى معارضة مطلقة ، لأن هناك من قال بها وتكون في نطاق ضيق و جمهور أهل العلم منعوا ذلك . والنطاق الضيق الذي سمح به العلماء الذين أجازوه : أن تربي المرأة لقيطا فعندما ييلغ يشق عليها الحجاب منه ، وهذا مثال على النطاق الضيق ولكن الذي نمانعه ونعترض عليه هو القول بها على الملأ ، وخاصة في هذا الزمن .وفتح الفتوى على مصراعيها لأن السائقين نطاق واسع وواسع جدا فكم من سائق سترضعه المرأة . من أفتى بها على الملأ فسيحمل وزرا عظيما لأنه هذه فتوى خاصة لمن اضطر لها . وليست فتوى تقال على الملأ لا أعلم ما ذا يراد بهذه الأمة من إثارة هذه الفتوى ، هل الهدف مصلحة نسائنا وبناتنا ؟، هل هو المحافظة على نساء المؤمنين التي سيرضعن السائق ، وياليته سائق ، بل سائقين ، ثم كيف يكون حال أسرنا وبناتنا حتى تعتبر السائق محرما لها . الآن المشاكل الأسرية من السائقين قد عمت كثير من الأسر ، فكيف إذا تعاملت معه كمحرم . إن من يحاول أن يأتي بفتاوى شاذة تخالف فتاوى العلماء المعاصرين وينشرها على الملأ إما مفتي ضالا نسال الله له الهداية ، أو مفتي يريد الشهر ة حتى يقول ضعاف النفوس ، انظروا ماشاء الله فتاوى هذا الشيخ غير معقدة كما يسمى بعض الناس الحرص على الثوابت تعقيدا ولا حول ولا قوة الله فإننا ننصح بالعودة إلى الصواب والسيئة تتبع السيئة ، وأكثر الاستغفار واسأل الله الهداية ، والبصيرة وأن يعيدك الحق ، وأن يصرف عنك خطوات الشيطان فإنها بدأت ظاهرة في فتاويك المخالفة إن هذه الفتوى وبهذا العصر ستجر نساءنا وبناتنا إلى الهاوية وكل من أفتى بهذه الفتوى سيحمل أوزار كل امرأة عملت بها وكل فتاة هتك سترها سائق اعتبرته محرما وتجاوزت الحدود ، قال تعالى ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)النحل أن الشيخ العبيكان الذي تحدث عن رضاع الكبير في فتاويه تنافض فهو نفسه الذي قال في خلال كلمته في أولى جلسات الحوار الوطني السابع في بريدة: ليس في الشريعة الإسلامية ما يمنع قيام المرأة بأي عمل يتناسب مع تكوينها بشرط عدم وجود خلوة مع رجل أجنبي عنها أو وجود فتنة لها أو افتتان بها مثل الاختلاط الذي ينشأ عنه ذلك وليس مجرد الاختلاط المتمثل في اجتماع الرجال مع النساء في الطواف أو السعي أو الأسواق مع الحجاب والاحتشام ثم فما دام الاختلاط لا يحرم إلا في حال الفتنة ، فما الداعي لإرضاع الكبير إذا . ثم أنه على هذه الفتوى ، كل واحدة ستعمل مع الرجال وتقول آنا آمن الفتنة ، فهل عقل الإنسان هو الذي سيحدد أمن الفتنة . بل أن الشرع مليء بهذه الحدود ويكفينا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ثبت في صحيح البخاري أنه عندما انتهى من خطبة الرجال توجه إلى النساء بمكانهن في المسجد وخطب بهن ، فهذا الانعزال في أفضل الأمكنة وهوالمسجد وأفضل الأزمنة . والآيات والأحاديث كثيرة لمن أراد أن يتبدرها وقد أوضحها العلماء المتخصصين بذلك . فاعتبروا يا أولى الأبصار . أليس من الأولى أن تقول يا شيخ أن الكتاب والسنة مليئة بالأدلة على تحافظ على صيانة المرأة وكرامتها . بل أن القرآن لم يخاطب النساء خطابا خاصا إلا حول هذا الموضوع . ثم أين قضايا الشباب في مسيرتكم ، لقد أنشغل الإعلام الفاسد بثلاث قضايا لا رابع لها وهي تخريب المرأة ، التصيد للعلماء والافتراء عليهم وتزوير فتاويهم ، ذم الهيئة والتصيد لهم ، فأين دوركم في تصحيح الفساد الإعلامي . بل لقد وضعت في هذه الفتوى لبنة من لبنات أحد القضايا وهي تخريب المرأة . أختكم د . فاطمة صالح الجارد . مشرفة ملتقى المتدربات : www.fatimh-aljared.com