مما يلاحظ على شبابنا في الآونة الأخيرة المجاهرة بالمعاصي بإنواعها , لدرجة المفاخرة والتبجح بالمعصية وتزيينها بنظر الغير وإغراءهم لها , لحمل الآخرين على تقليدهم ومن ثم الوقوع والإنغماس بها , مجاهرة دونما مبالاة أو خوف من غضب الله وعقابه فقد إستهان البعض من تحريم هذه المعاصي بإفتخارهم بإرتكابها علاقات محرمة , سهرات حمراء , زنا والعياذ بالله . ومما دعاني لكتابة هذه الأسطر هو مارأيته من مجاهرة وإستخفاف شبابنا وفتياتنا بإلتصريح بإرتكاب كبيرة من كبائر الذنوب ألا وهي (شرب الخمر) , ففي إحدى المواقع التي أصبحت مرتع وملاذ وملجأ لضعاف النفوس والإيمان ممن إستهانوا بحرمات الله لحد المجاهرة والتبجح بها طرح إحدى الشباب تساؤل عن أنواع الخمور المجربة من قبل من يشرب ( الخمر ) والعياذ بالله , فإنهمرت الردود الهائلة من قبل شباب وشابات بإستعراض تجاربهم مع شرب وتجربة مختلف أنواع الخمور , إلى أن وصلت الوقاحة والتبجح بالبعض بتقديم النصائح لأجود الأنواع وإستعراض الصور ! بكل ثقة بكل فحش بكل بذاءة أصبحت المجاهرة وإستحلال هذا الخزي مفخرة بنظرهم ! أصبحت المجاهرة بالمعصية سمة من سمات الناس بهذا الوقت , أصبحت كدّاء العضّال الذي أصبح يتفشى بين الناس شيئا فشئ , بالأمس مازن عبدالجواد ومجاهرته بالرذيلة , واليوم بما نقرأه من خلال الإنترنت من مجاهرة بالمعاصي بإستخفاف يندّى له الجبين ولايقبله دين ولا أخلاق . محاولات عصيان على الدين وماحُلل وحُرم ,, محاولات لإعلان التمرد على عادات وتقاليد المجتمع ,, محاولات مستميتة للفت الإنتباه والأنظار نحوها بأي طريقة كانت حتى وإن كانت بالمجاهرة بالمفاسد . نعم نحن ليس بمجتمع فاضل ومثالي لايخلو من الخطّائين , ولكننا مجتمع مسلم تحكمه الشريعة الإسلامية , فلما هذا الإستخفاف بالتعاليم الدينية والأحكام الشرعية وبما أحله الله وحرمه ؟! من المسّر ومايدعو للفخر والإعتزاز هو مانراه من مايقدمه أبناءنا من إنجازات ومواقف يفخر بها المجتمع والوطن , وتدعوهم للفخر بأنفسهم بما أنجزوه وماقدموه ,, فخر بمساهمتهم برقي وبناء وتقدم مجتمعهم , قدوة يقتدى بها الأجيال , مثال يحتذى به . فشتّان بين فخر يدعو للإعتزاز وبين فخر يدعو للفساد . (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) [النور:19]