ليست الهيئة فقط، وإنما غالبية من يرفعون شعار (اللهم انصر أسود الهيئة) يخلطون بين مفهوم المعصية والجريمة, فيتفانى أعضاء الهيئة في المطاردات وتكسير الأبواب وجرجرة الناس في الأماكن العامة وكأنهم مجرمون. لو ارتدينا هذه النظارة التي يرتديها بعض أعضاء الهيئة ثم نظرنا إلى كل عاصٍ على أنه مجرم, فحينها سيصبح المجتمع السعودي بأكمله مجموعة من المجرمين والعياذ بالله, لأنه لا أحد معصوم من الخطأ، وسنتعرض وقتها للجرجرة وتكسير الأبواب والمداهمات، وسنحتاج إلى مزيد من السجون, ومزيد من دور الرعاية الاجتماعية, والمزيد المزيد من أسود الهيئة بواقع أسد هيئة لكل مواطن, حتى يقوم بجرجرته عند ارتكاب أي خطأ. اخلعوا هذه النظارة قبل أن نصبح جميعا أصحاب سوابق، ولنستوعب أن كل مجرم عاصٍ, وليس كل عاصٍ مجرما، بمعنى آخر الجريمة: هي ما يكون فيها اعتداء أو ضرر على الآخرين أما المعصية: فهي ارتكاب الشخص لمحظور شرعي دون الاعتداء على أحد مثل شارب الخمر يكون مرتكبا لمعصية وإذا أدى شربه للخمر إلى الاعتداء على أحد فإنه في هذه الحالة يكون مجرما ويستحق الجرجرة. نحن لا ننادي بأن يسمح بارتكاب المعاصي, ولكن لا نريد أن يعامل العاصي كالمجرم، وأيضا لا نريد أن يتفانى أعضاء الهيئة في تكسير الأبواب والمداهمات والمطاردات والجرجرة إلا لمحاربة الجريمة مثل الاغتصاب والابتزاز والتحرش...الخ.. نحن بحاجة لمثل هذا الجهاز لمحاربة الجريمة ولكن خلطهم بين المعصية والجريمة هو السبب الرئيسي لتذمر المجتمع منهم فالعاصي يحتاج النصيحة والإرشاد, أما المجرم فيستحق العقوبة بحسب جرمه وهذا هو المنهج النبوي فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما سرق أحدهم أقام عليه الحد, وقال لو أن فاطمة سرقت لقطعت يدها", لأن السرقة جريمة واعتداء على الآخرين, أما الزاني لما أخبر به قال: ألا سترته بردائك. لنخلع هذه النظارة التي أساءت لكم ولنا وللإسلام والمسلمين جميعا.