قبل أسابيع أقيم محفل في محافظتي بذلت له جهود كبيرة ضم رجال ونساء مهمتهم تقديم عروض تراثية وأكلات الشعبية زواره بالآلاف من شتى مناطق ومحافظات مملكتي .. طبعاً هذا السوق كان يسير على خطة معينة وتنظيم رائع من قائد عرف بالطيبة واحترامه للصغير قبل الكبير سواء أكن نساء أم كانوا رجال، رجل محبوب لدى جميع من هم داخل هذا السوق ، ولكن أراد من أراد تغيير ذلك القائد وبدأت المشاكل والتذمرات من البائعين والزائرين وقد سمعت الكثير منها وقرأت في المنتديات عنها، ولم أقف عند هذا الحد بل تأكدت بنفسي مما سأرويه لكم فيما يلي من السطور حين اتصلت على إحدى النساء التي في مقام أمهاتنا ولكن ما أحزنني عندما سمعت أن ذلك المسؤول الذي قدم هدية لأمهاتنا وبناتنا اللواتي يشاركن في الكثير من المحافل بمحافظتي قدم لهن درعاً لم يقدمه لأي من أهالي المحافظة أو حتى مسؤوليها ، درعاً سعره يعجز عنه الكثير، درعاً من نوع آخر ألا هو \" حذاء \" مطلية بقاذورات الطريق على وجوههن !! طبعاً الكثير سيقول هذه حذاء المسؤول والحارس ، ولكن أقول لا ليس هي بل أخرى وللأسف .. حذاء قدمها مسؤول وليس مواطن عادي . حذاء نطق بها مسؤول ليهين بها أمهاتنا وأخواتنا ممن يبحثن عن طلب الرزق . أعرف أنكم حتى الآن لم تعرفوا ما هي القصة . القصة يا أعزاء وقاكم الله شر حذاء المسؤولين بعد أن تأكدت منها في اتصال أجريته مع أحد الحضور الذي سمع ذلك المسؤول يقدم لهن الدرع التذكاري قال لي أن هذا المسؤول حضر لأحد أمهاتنا اللواتي يعملن في ذلك المحفل و يبعن المأكولات الشعبية والملابس القديمة وقال لها بالمعنى العامي \" الحذاء صنع للرجلين ولوجهك \" !! يا له من درع تذكاري تتذكره هذه المسكينة طوال عمرها قدم لها من مسؤول عن هذا المحفل !!! هنا أضع علامات تعجب يا مسؤولي محافظتي ويا مسؤولي منطقتي ويا مسئولي مملكتي !! إلى هذا الحد تهان أمهاتنا وأخواتنا ونحن ساكتون ؟ متى ترد كرامتهن ؟ متى يعي المسؤول أن احترام النساء وخاصة الكبيرات واجب ؟ هل هذا جزاء أمهاتنا اللواتي أبرزن محفلك بعد توفيق الله وآلاف الزوار خير دليل يا مسؤول ؟ وهل سيبقى هذا مسؤول في منصبه ويتجاهل كبار المسؤولين هذه الإهانة والتي لو وجّهت لهم لما كفاهم توكيل محامي واحد يطالب بحقوقهم ؟ وهل نقول إن محافظتي اشتهرت بتكريم أبناءها وبناتها بالنعال ؟ أختم وأقول أحذروا حذاء المسؤولين . عبد الرحمن علي الخليفي / عنيزة [email protected]