هذا المخلوق الذي لطالما اعتقدنا بساطته وتلقائية التعامل معه إلا أن التعامل معها يجب أن تكون بآلية محدده ودقيقة لدقة تركيب هذا المخلوق وشدة حساسيته ... فديننا الحنيف حث على التعامل مع هذا المخلوق برأفة ورحمة .. بل ووصى بها خيرا .. وذلك لأن الله تعالى أعلم بما خلق وأعلم بشدة حساسيتها ورقة مشاعرها ... قال تعالى في كتابه الكريم ((\"وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ\")) سورة النساء، آية 19. وقال تعالى((\"فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ))\" سورة الطلاق، آية أما في السنة الشريفة، فقد وردت أحاديث وروايات كثيرة توصي الأزواج بحسن المعاشرة مع زوجاتهن. ففي صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «فاستوصوا بالنساء خيراً». وعنه صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخيارهم خيارهم لنسائهم)) المرأة بتركيبها وضع الله بها قوة التحمل والصبر على أمور الحياة وربما تكون في بعض الأمور أكثر قوة من الرجال وأكثر تحملا وصبرا وقد يفهم الكثير منا بعض الأحاديث التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل خاطئ.... ، ومن هذه الأحاديث حديث الضلع ، القوارير، نقصان الدين والعقل،والحكمة من هذه الأحاديث من أجل أن يتعامل الرجل المسلم مع المرأة بعلم وحكمه مراعياً هذه الخصائص وهذه الطبيعة ،فلا يظلمها ولا يحتقرها ولا يستنقص حقها بل يكملها وتكمله ، وعليه أن يستخدم ما أعطاه الله من درجة القوامة الاستخدام العادل لا الاستخدام السيئ ، ولهذا جاءت أحاديث الرسول توصي بالمرأة خيراً وكان عليه السلام القدوة العملية مع نسائه وكذلك الصحابة الكرام. الكثير منا يدعي معرفة المرأة...و الكثير منا يتباهى بهذه المعرفة!!!اعتقد أن هؤلاء يعيشون في وهم أو ربما يخدعون أنفسهم.... فالمرأة مخلوق غامض كالبحر المتلاطم لا تستطيح سبر غواره ولا فهمه إلا بمفاتيح خاصة ودقيقة جدا .... احيانا تكون المرأة جمع بين متناقضات ... واحيانا تكون كإبتسامة الطفل طاهرة ونقية ... واحيانا تكون ابتسامتها زائفة ، ودمعتها خادعة .... تضحي في سبيل حبها بالغالي والنفيس..وتضحي بهذا الحب لأتفه الأسباب من وجهة نظرها... ....هذا الكائن مخيف .. لأنه يجعلنا إما عباقرة أو مجانين...وبين العبقرية والجنون شعرة..والشعرة هي أيضا جزء من الأنثى...إن زالت هذه الشعرة اصبح كلنا مجانين مهمشين أو أصبحنا عباقرة...فإن لم نكن هذا ولا ذاك فما عرفنا المرأة يوما ... يقولون وراء كل عظيم إمرأة ... فهذا ما تفعله المرأة المحبة برأيي فهي تساهم في صناعة العظماء سواء كان هذا الرجل هو زوجها أو والدها أو ابنها أو أخاها .... أو يعني لها بطريقتها وحسب رؤيتها ... وتستطيع المرأة الانتقام بأبشع الصور إن كرهت هذا المرأة فكراهيتها بغيضة وقلما أن يستطيع تحملها أحد من الرجال ... لكن كما ذكرت سابقا ... فهذا الكائن تستطيع الدخول لمشاعره وأحاسيسه الشفافه بطريقة واحده فقط ... وهي((( قلبها ))) وإن استطعت أيها الرجل السيطرة على قلبها فبالتالي تستطيع بسهولة الوصول إلى عقلها ومفتاح قلب المرأة هو حنانك وما يتفرع منه من رومانسية واهتمام وحب ... لذلك كن حنونا واغمرها بعطفك وتفهمك لاحتياجاتها المادية والمعنوية ..ناقشها بجدية واظهر اهتمامك لطريقة تفكيرها وعقليتها لا تستخف بمشاكلها وما تقوله ... وأعطها المساحة الكافية لتناقش وتتحدث إليك .. ودعها تكمل حديثها بدون مقاطعة أو تذمر... ولا تنشغل أثناء حديثها بأمور خارجه عن موضوعها كالنظر للساعة أو متابعة التلفاز أو العبث بهاتفك الجوال .... وأعطها الصلاحيات التي لا تؤثر على سير النظام بالأسرة واترك لها فرصه لاتخاذ قرار بمشاركتك ... اثبت لها وجودها حتى لا تحتاج هي أن تثبته بطريقتها .... المرأة ذلك المجهول قد يصبح معلوما ولكن بذكاء وفطنة الرجل.... أحبها بقوة فبحبك تستطيع تملكها وبالتالي تمتلك الحياة .