هل يتحتم علينا، أكثر من أي وقت مضى، العمل على الاستفادة من وسائل التقنية لنلحق بركب الحضارة المتسارع ،في هذا العصر عصر السرعة والانفجار المعرفي الذي يعيشه العالم ونحن جزء منه؟؟ أو لأصيغ السؤال بشكل أخر هل بقي علينا فقط هذا الهدف لكي نصبح امة متقدمة ونقود العالم ؟؟ولو كان ذلك على حساب ديننا وقيمنا بزعمهم أن من قيمنا ماهو بالٍ قد لا يناسب عصرنا الحالي ويعيق كثيرا من تقدمنا ولحاقنا بركب الأمم المتقدمة .هذه الفكرة دائماً مايرددها إعلاميونا وكتابنا الأفذاذ في قنواتنا وصحفنا الموقرة ، والجواب بالطبع سيكون لا فالمعيار الأساسي لتقدم أمة أو تخلفها هي ما تحمله من قيم وأقصد بذلك هو ليس حملها للقيم على ورق بل تطبيقها على الواقع وإلا كنا كبني إسرائيل عندما قال الله عز وجل عنهم (كمثل الحمار يحمل أسفارا) ولنا في التاريخ دروس فها هم مجموعة من العرب كانوا أهل جاهلية وأمية بل لم يكن لهم وجود في المعادلة العالمية في ذلك العصر ولكنهم سادوا العالم في مدة تكاد تكون أشبه بالمعجزة مع كونهم لم يكونوا أهل علم وصناعة حتى سيوفهم ومعداتهم الحربية وأبسط أدواتهم لم يكونوا صانعين لها فمجتمع مكة كان مجتمع تجاري بينما مجتمع المدينة كان يميل إلى الزراعة ومع هذا سادوا العالم ذلك لأنهم حملوا القيم ألإسلامية وطبقوهاعلى الواقع نعم إنها القيم فمتى ما جعلنا قرأننا وسنة نبينا المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم واقعا ملموساً عند ذلك فسيأتي العلم وتوابعه وسنسود العالم مرة أخرى قال تعالى ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكروتؤمنون بالله .... الآية )) آل عمران 110وهذه الخيرية تمثلت في تلك القيم التي حملتها أمتنا في ذلك العصر وستضل هذه الخيرية ما إن تمسكنا بهذه القيم، وأمتنا في عصرنا الحالي ابتعدت عن هذا المنهاج القويم فأصبحت أمة تخلفت عن ركب الحضارة مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداع الأكلة على قصعتها.قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة منقلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن: قال حب الحياة وكراهية الموت )) رواه أحمد في مسنده وصححه الألباني والسؤال الآن: لماذا يبحث البعض عن نماذج نقتدي بها من هنا وهناك لكي يكون لنا سبيل للحضارة وننسى أو يتناسى البعض ذلك المنبع الصافي الذي ما إن تمسكنا به فلن نضل بعده أبدا وأنا أضيف ما إن تمسكنا به فسنقود العالم به عندئذ . عبدالعزيز حمد الفهيد