أكاد يجزم بأن السواد الأعظم من مجتمعنا في هذاالوطن الغالي ينادي بصوت واحد : نعم للحوار، ونعم لاحترام الرأي الآخر . ولا للعنف وأساليبه في مواجهة الرأي الآخر . أقول ذلك على هامش ما حدث من حالة استثنائية وتصرف لا يعدو عن كونه تصرفًا شاذًا غير مسؤول من حريق للنادي الأدبي في منطقة الجوف . وإني لأعجب كل العجب وأنا أشاهد السباق الكبير والمحموم بين الصحافيين والكتّاب في العديد من الصحف على إظهار الحدث وكأنه اتفاق اجتماعي أو نتاج حميّة جاهلية عامة أو غيره ...فبدا هؤلاء وهم فرحين بما قدّموا أشبه ما يكونوا وهم يقتسمون كععة الغنيمة . ولعل التاريخ قد أنصف هذه المنطقة قبل أن ينصفها هؤلاء الساذجون .. فقد تسابق في الكتابة عنها أشهر المؤرخين والرحالة الغربيين منذ القدم، ووسموا أهلها بأجلّ الأوسمة في احترامهم للآخرين أيا كانت دياناتهم ومذاهبهم . كيف لا وقد أطلق عليهم المجاورون لقب ( كرامين اللحا ) كناية عن تقديرهم وإكرامهم الجم للغريب والضيف على حدٍ سواء . تلك المنطقة التي يفاخر أهلها بكفاءاتها من أبنائها وبناتها (العلماء و الأدباء والمشائخ والأكاديميين ) الذين ملأوا ولله الحمد ميادين العلم والتعليم وخدموا هذا الوطن حتى أصبح يُشار لهم بالبنان . فهل بعد ذا يؤخذ عليهم نقطة سوداء في الصفحة البيضاء .. ولكم تذكرتُ وأنا أتابع الهجوم هذه الأيام ممن يريدون الضلالة بقول حق قول الشاعر : تكاثرت الضباء على خراش ___ فما يدري خراش مايصيد وكما جزمتُ سابقًا بأننّا في وطن ينبذ أغلبه العنف فأنا على يقين كذلك بأنّ أصغر أبناء وفتيات هذا الوطن يرفض أن تكون أرضهم مسرحًا لتحقيق أهداف الليبرالية .. وما أهدافها عليكم بخفاء . وأنا هنا أوجه سؤالا لمن هم في حلبة ذلك السباق الآن : من الذي أباح لكم الإذن في الوصاية على أبناء هذه المنطقة وبناتها وأنتم من ترفعون دومًا شعركم الشهير ( انتهى زمن الوصاية ولن يعود) ؟ بل السؤال الكبير الذي يطرح نفسه على هؤلاء الذين ينتحلون شخصيّة المواطن البار المنصح ويخفي خلف الستار وجه الفسق والفتنة، اتساءل : كم لبثتم في هذا الوطن عدد سنين ؟!! نحن أبناء هذا الوطن ونحن أبناء الجوف وكل المناطق .. نعرف ماذا نريد وما لا نريد وما تشمئز منه الأنفس . ارحلوا إلى حيث تجدون مكانًا لبنات أفكاركم السوداوية الباطن الزاهية الظاهر ....أرحلوا إلى حيث لا رجعة . عبير التميمي