الترتيب في نقل المعلمين إزعاج للمستقرين وبلا هدف وطني استنفار المعلمين للنقل لا يستقيم مع رغبة الوزارة المقال : حينما قررت إدارة شؤون المعلمين عنصر الترتيب كأول عنصر في مفاضلة نقل المعلمين ، فهم الكثير من المعلمين بأن القصد من الترتيب تقديم من يطلب الرغبة الأولى على غيره ، حتى وإن كان طالب الأولى باشر بعد زميله بسنوات. بمعنى من طلب القريات في الأولى سيقدم على من طلب عرعر في الرغبة الثانية ، حتى لو كان من طلب القريات باشر بعد من طلب عرعر ، وذلك بدأ من العام الذي يلي العام الحالي ، ورفض الكثير هذا الفهم وتواصل من أجل الاستفسار ، وتناقل المعلمون أن فائدة الترتيب على نحو لم يقصده واضع العناصر ، إذ لا تفسير غير ذلك . وفريق من المعلمين قالوا لا يمكن ، بل تحقيق طلبات الأقدم أولى وأجدر ، وهذا التفسير لا يستقيم مع عنصر الترتيب ألبته ولا يمكن استيعابه بأي شكل من الأشكال. استبشرت بالاعتقاد الأول ، وكتبت أن ما سبق يعني توطين القرى والمحافظات الصغيرة وأن هذا يحقق الهدف الوطني باستقرار المدارس والحد من النقل ، وأنه يمكن أن يفك قرار قصر الابتدائية على خريجي كليات المعلمين في المدن التي لا يوجد بها كليات معلمين. إدارة شؤون المعلمين نفت الفهم الأول ، حيث أشارت بأن من يثبت الرغبة الأولى تحقق له جميع رغباته حسب المتاح وقبل من باشر بعده ، وهنا سؤالين : ما فائدة الترتيب ؟! وكيف نحل المعادلة مع الترتيب ، وهذا ما أبحث عنه هنا. الترتيب بالتفسير الأول والثاني سيلزم من لا يريد النقل أن يطلب نقلا ، وهذه أغرب حالة يطالعنا بها شؤون المعلمين ، وبدلا من تشجيع المعلمين على الاستقرار ولو لبضع سنوات ، يأتي الشرط لتحريك جل المعلمين للنهوض وطلب النقل ، وهذا فيه إرباك للمدارس وللمعلمين ، بل ولإدارات التعليم أيضا ، وهذا أكبر استنفار للمعلمين لطلب النقل بعكس ما ترغب به وزارة التربية . من ينتظر المدينة الأم لا يريد الانتقال من قرية لقرية ، ولا مشكلة لدى هؤلاء سواء جاء الترتيب أم لم يأتي ، وكل ما هو مطلوب منهم تكرار طلب المدينة التي يريدونها ، ولكن المشكلة لدى من يرغب الاستقرار لسنوات طويلة أو لظرف معين ، وهؤلاء الذين لا يريدون النقل دائما لديهم أسباب مقنعة ، فمثلا بعض المعلمين نقل نقلا رسميا من أجل البحث عن علاج له أو لذويه ، ولم ينتظر لجنة الظروف ، وبعضهم نقل بحثا عن فرصة تعليمية ، مثل من يريد أن يكمل دراسة الماجستير أو الدكتوراه وربما البكالوريوس، وبعضهم ينتظر انتهاء ذويه من دراستهم في الجامعات المرموقة في المدن الكبرى ، وبعضهم انتظر من أجل التزود بالخبرات التربوية والتعليمية المميزة في مدينته المستقر بها حاليا ، وبعضهم مشرف تربوي أو مدير مدرسة حكومية أو أهلية أو مرشد طلابي أو غير ذلك في مكان يتاح له التمتع بميزات المهمات التربوية التي تضيف لحياته أشياء جميلة ، وحينما ينقل سيحرم من ذلك وسيبدأ من جديد ، حيث لا يمكن له التفريط في مدينته الأم. المتضرر من الترتيب هم من يكررون النقل كل عام ، حيث سيواجهون طلبات الأكثر خدمة من المستقرين لسنوات ، حيث طلب النفرة للنقل والتحرك قبل فوات قطار مسقط الرأس ، ويزيد الضرر حينما لا يكون الترتيب خادما لمن يريد التدريس في المرحلة الابتدائية ، ويزيد الضرر حينما لا يلوح في الأفق أمل فك قرار قصر الابتدائيات على خريجي كليات المعلمين. واختصارا أقول لشؤون المعلمين : 1 المعلم أعلم بمصلحته في النقل فدعوه يتصرف في طلباته دون تدخل بإلزام على الرغبة الأولى ، ولا غيرها. 2 إذا كان قرار الترتيب لا يرمي ولا يؤدي للتوطين واستقرار المدارس والحد من حركة النقل ، ولا يعني النصح للمعلم بالبقاء في مدينة ما ريثما يتحقق له النقل للمدينة التي يرغب بها ، ولا ينتهي لنقل كل معلم في مدينته الأصل ، فهو قرار لا فائدة منه ألبته ، بل ضرره أكبر وستظل الحركة مزعجة لكم قبل المعلمين . 3 ألغوا الترتيب ، وإذا كان لديكم توجه ما لأي قرار فنرجو منكم التفضل بذلك وإعلام الجميع به ، لكي يشاركونكم الهم والاقتراح ، ولكي تصلوا بهم إلى بر الأمان دون التعرض لموجات غضب وتذمر وأضرار شخصية واعتبارية مع كل قرار. 4 إن قرار الترتيب له مردود سيء ، ففيه إزعاج للمستقرين وإلزام بتقديم النقل والتضييق على من هو بأمس الحاجة للنقل في الوقت الحالي ، وباختصار هو \" استنفار للنقل \" وكأنكم تقولون \" انفروا للنقل \" وهذا عكس طموحكم وآمالكم . 4 كل الحب والاحترام والتقدير لشؤون المعلمين ولكل المعلمين ولا نريد أن يزعزع ذلك قرار متذبذب ولا قرار مفاجئ ، والحوار هو خير من يعزز الحب بعكس ما يقوله البعض ، حينما يقلل من التواصل أو يطالب بالسكوت . شاكر بن صالح السليم [email protected]