الآن وبعد مضي ستة أعوام على تطبيق التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية، هل يمكن من وضع آلية واضحة؛ لمعرفة مدى نجاحه في رسم خارطة تعليمية جيدة تكون مخرجاتها التعليمية ( الطلاب ) وفق المستوى المأمول ؟. التساؤل مطروح ، وهو حق للجميع أن يدرك مدى نجاح هذا المشروع الذي من خلاله تغير مفهوم التعليم لدى المجتمع. التقويم المستمر طريقة عالمية ! كلمة ربما تواجهني في حال أن قدمت انتقادا لهذا الأسلوب ، لكن بعيدا عن ذلك أشعر أنني بحاجة ماسة لتقديم وجهة نظر ربما يقول بعضنا : أين أنت ؟ لقد ذهبت القافلة ؟ وأنت تسبح في الفضاء وحيدا !. لكن سأضع شيئا من فكرة تنتابني خلجاتها بين الفينة والأخرى. ولذا سأبرز اعتقادي حول قضية التعليم المستمر دون مواربة، وهذا ناتج عن تجربتين عشتهما الأولى داخل السعودية والثانية الآن خارجها. كان نمط التعليم قديما منذ المراحل الأولى يعتمد على الاختبارات ، وبعدها تحول الموضوع إلى أن أصبح تقويما مستمرا. الآن بعد هذه التجربة ماذا أنتج التقويم المستمر ؟ سؤال مهم ! . دعني أتصور أن جميع الأسر تقوم بدورها الكامل في ذلك، ودعني أتصور - أيضا - أن جميع المعلمين على أتم الاستعداد، وهم في أفضل الحالات لتطبيق التقويم المستمر، ودعني أتصور – مرة ثالثة – أن جميع المدارس هُيئت بشكل جميل لهذا المشروع ! ثم بعد ذلك كله ، أتساءل عن كيفية القياس لمخرجات التقويم المستمر ؟ ليس مهما للقارئ أن أضع له حكاية التجربة التي مررت بها، فقط أشير إلى أنني وجدت بونا شاسعا بين المستوى التعليمي الذي تقدمه الاختبارات ( بأنواعها) وبين المستوى التعليمي الذي يقدمه التقويم المستمر، وجدت أننا نخوض تجربة التقويم المستمر ولم نحس إلى حد كبير الاستعداد لها، وبخاصة على مستوى المعلمين أولا، ومستوى الوعي الأسري ثانيا ، ناهيك عن المآسي التي يمر بها المبنى المدرسي! . وما زلت ألقي بعض أمنية على المهتمين لعمل مقارنة تبين مدى اكتساب الطالب للمهارات الأساسية للتعليم ( القراءة- الكتابة- التحدث – الاستماع )، ربما هذا يساعدنا للرجوع قليلا لا لنغلي التقويم المستمر لكن لنضيف إليه . ماذا نضيف ؟ نضيف الاختبارات التشخيصية في بداية كل فصل، اختبارات تشخيصية تساعدنا على كشف مواطن الإتقان ومواطن الضعف لدى الطالب، وهذه الفكرة ستبرز إلى حد كبير، جدية المعلم وعمله ، وستشف عن أثر الأسرة ودورها في ذلك. هدفها قياس أثر التقويم المستمر في تحصيل الطالب المعرفي والمهاري والسلوكي. وهذه الاختبارات لا تُعنى برسوب الطالب أو نجاحه، بقدر ما تعنى بقياس ما اكتسبه وما تعلمه، وبعدها نضع أيدينا على مدى جودة التعليم المستمر. هذا الاختبارات يكون المسؤول عنها الإشراف التربوي ممثلا بالمشرف التربوي، توضع في بداية كل فصل في الأسبوع الأول، وفق معايير معرفية ومهارية،درسها الطالب في الفصل السابق، وبواسطتها يمكن أن نحقق نجاحا جميلا في تعديل بعض الخلل الموجود في التقويم المستمر؛ الناتج عن ضعف واضح في مستوى الطالب، حتى أصبح لا يتقن مهارات التعلم الأساسية . أحمد بن سليمان اللهيب شاعر وكاتب سعودي [email protected]