بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فهذه مشكلة وقعت لي أظن أنها تتكرر في بعض دوائرنا .. أصبحت مراسلا بسبب البيروقراطية ذهبت لأجدد رخصة القيادة ، وكلي أمل أن أرى ذلك التقدم الباهر الذي قضى على سنوات الطوابير والملفات الخضراء وتأبط الأوراق التي لا أول لها ولا آخر من دفتر العائلة وإقامة السائق وجواز العاملة المنزلية وصور 4في 6 ... وأمني النفس باستراحة في قسم المرور لبضع دقائق حتى تنتهي معاملتي ، لكن ذهبت تلك الأحلام أدراج الريح لقد كان النظام معطلا ! تفهمت الموضوع ، وعدت بعد ساعتين ، ونظامنا الحبيب يغط في سبات عميق ، تضايقت من محاولة العودة مرة أخرى ، كما أن شبح غرامة التأخير ظل هاجسي . لكن الموظف رد علي بما أفرحني وقال : معك قرابة شهرين . عدت بعد شهر لتصادفني ,اقعة جديدة ، لقد تغير النظام وأنا نائم في العسل والمطلوب البطاقة الشخصية الجديدة لأحصل على رخصة جديدة ! ذهبت للأحوال المدنية في العليا بالرياض واستقبلني موظف الاستقبال ب (لا) كحجم المبنى ، فالبطاقة الجديدة فقط للجواز الجديد أو عند ضياع البطاقة ، أما الرخصة فهي لدى المرور ! بحثت عن المسؤول واستطعت بحمد الله خلال رحلة البحث أن أفقد ألوف السعرات الحرارية من جراء الصعود والنزول وكدت أتعلم الطيران بين القبو والطابق الثاني حتى وجدت محبوبي عن طريق موظف رأى معاناتي فأعانني جزاه الله خيرا . وصلت للمسؤول ووجدت بابه مفتوحا وكدت أطير فرحا وسرورا ، سلمت عليه وعلى جليسه وقلت بكل عفوية: تسمح؟ قال بكل صرامة: لا أسمح ، انتظر برا ! دهشت لهذا الرد وأنا أعلم أن باب أكبر مسؤول وهو خادم الحرمين الشريفين لايضيق بكثرة الواردين ! انتظرت حتى خرج الضيف ، زاد الانتظار فقلت : لعله نسيني مع زحمة العمل ، فدخلت مرة أخرى وقلت له وأنا واقف وقوف الطالب المتأخر عند باب معلم الفصل القاسي : تسمح يا أستاذ .. قال: لا! انتظر . انتظرت ، ثم دخلت مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم قلت له: تسمح ؟ فأجاب بحدة : وش عندك ؟ أردت بيان الأمر وقلت : \"أنا ذهبت ..\" فقاطعني مرة أخرى: اختصر وش تبي؟!! قلت له: أريد تجديد البطاقة الشخصية وهي لم تنتهِ، من أجل تجديد رخصة السياقة . أجابني مشكورا بنفس نبرة الصوت: \"لا. النظام ما يسمح\" عرفت أني وقعت ، ولا مجال للشرح والتوضيح والشكوى والعويل ثم خرجت . عدت إلى المرور لكني لم أحظ بطائل ، وقالوا : اذهب إلى مدير رخص السير في الناصرية، وأخبره برفض الأحوال . فعلمت أني سأصبح مراسلا لدوائرنا الحكومية أحمل هذا النظام وأضع ذلك النظام ، وكأن الدنيا خلت من وسائل اتصال حديثة ! فلملمت مأساتي وآثرت أن أشرك صوت المواطن في صحيفتنا الغراء، لعل مسؤولا يرأف بحال الكثيرين لتحل هذه المشكلة التي كشفت تناقض النظامين ، وكيف أن البيروقراطية في بعض إداراتنا مازالت تبني أعشاشها ، وأن البعض منا لا يريد مواكبة التطور . أيمن العليان