لا حاضر لأمة تجهل ماضيها .... ولا مستقبل لأمة تنسى فضائلها وإن كان الرجوع للماضي لغرض البكاء والنحيب شأن العاطلين الفارغين ! فتهميش الماضي شأن الحاقدين !!! ولسنا منهم في شيء ..... بل نحنا في ماضينا متبصرين ...... ومن كنوزه ناهلين فلكل داء في حاضرنا دواء من ماضينا , ولكل عقبة تسد طريق أحفادنا , مسلكا قد رسمه أجدادنا فسلام مني على كل من حمل الرسالة حتى بلغتنا . فها هو أمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يحمل لنا اليوم الدواء الشافي لحاضرنا لينقل لنا حديثا عن سيد الأمة محمد صلى الله عليه وسلم , يخبرنا فيه عن البدع التي دبة بنا , وينذرنا من الدجالين الذين ارتدوا ثوب السنة والدعوة , فالسنة منهم بريئة , ويأمرنا بالتمسك بولاة أمر المسلمين وإتباع الجماعة . فأين نحن من هذا الحديث .. ؟ ومن هذه السيرة العطرة ... ؟ فتأمل معي رعاك الله هذه الدرر : عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال : \" كان الناس يسألون رسول الله عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني . فقلت يا رسول الله : إنّا كنّا في جاهلية وشرّ ، وجاء الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم قلتُ : وهل بعد هذا الشر من خير ؟ قال : \" نعم ، وفيه دخن \" قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم ( يستنون بغير سُنَّتي ) ، ويهدون بغير هدي ، تعرف منهم وتنكر \" . قلت : فهل بعد ذلك من شر ؟ قال : نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت : يارسول الله صِفهم لنا قال : ( هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ) قلت : فم تأمرني إنْ أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ( قلت : فإنْ لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : ( فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو تعض بأصل شجرة ، يدركك الموت وأنت على ذلك ؟ ) أخرجه البخاري ( 6/615 – 616 + 13/35 – فتح ) ، أخرجه مسلم ( 12/235 – 236 – نووي ) و أخرجه البغوي في شرح السنة ( 15/14 ) بتمامه ، وأخرجه ابن ماجه ( 3979 ) شطره الأخير ما أجمل سيرتنا من سيره , وما أبلغ هذا القول , فلا أظنك ستجد قول بشر خيرا من هذا القول ولا أظنك متبعا لقول غير هذا إلا أن تكون مكذبا أو جاحدا . فهذا قول من أسس الدين وأتممه . فرحمك الله يانبي الله فقد جعلت سيرة هذه الأمة خير سيرة , حيث قال فيها ربنا جل وعلى {كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} ((آل عمران: 110)) فعليك مني أزكى صلاة وسلام يا من قال فيك شاعرك حسان بن ثابت رضي الله عنه وأحسنُ منكَ لم ترَ قط ُ عيني , وأجمل ُ منكَ لم تلد ُ النساء ُ خُلِقتَ مبرأ ً من كلِ عيب ٍ , كأنك َ قد خُلِقتَ كما تشاءُ ورضي الله عن صحابتك الكرام الذين حملوا لواء الرسالة من بعدك حتى أوصلوه لمن بعدهم , حتى بلغنا ورضي الله عن شاعرك حسان بن ثابت الذي قال مدحا فيهم وهم أهل لذلك إن الذوائب من فهر وإخوتهم قد بينوا سنة للناس تتبع يرضى بها كل من كانت سريرته تقوى الإله وكل الخير مصطنع قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا سجية تلك فيهم غير محدثة إن الخلائق فاعلم شرها البدع إن كانوا في الناس سباقون بعدهم فكل سبق لأدنى سبقهم تبع لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا إن سابقوا الناس يوما فاز سبقهم أو وزنوا أهل مجد بالندى متعوا أعفة ذكرت في الوحي عفتهم لا يطبعون ولا يرديهم الطمع لا يبخلون على جار بفضلهم ولا يمسهم من مطمع طبع إذا نصبنا لحي لم ندب لهم كما يدب إلى الوحشية الذرع نسموا إذا الحرب نالتنا مخالبها إذا الزعانف من أظفارها خشعوا لا يفخرون إذا نالوا عدوهم وإن أصيبوا فلا جور ولا هلع كأنهم في الوغى والموت مكتنع أسد بحلية في أرساغها فدع خذ منهم ما أتوا عفوا إذا غضبوا ولا يكن همك الأمر الذي منعوا فإن في حربهم فاترك عداوتهم شرا يخاض عليه السم والسلع أكرم بقوم رسول الله شيعتهم إذا تفاوتت الأهواء والشيع أهدى لهم مدحتي قلب يوازره فيما أحب لسان حائك صنع فإنهم أفضل الأحياء كلهم إن جد بالناس جد القول أو شمعوا بقلم / عادل محماس الرقاص