سجلت حالة تزويج سجين محكوم بعشرين سنه في سجون نجران أول حالات انتهاك حقوق المرأه في السعوديه مع بداية العام الهجري الجديد 1431, حيث طالعتنا صحيفة الوطن في عددها الصادر بتاريخ الرابع من محرم لعام 1431 العدد 3370 في سنتها العاشره من الإصدار خبراً مفاده انه تم تزويج سجين محكوم بعشرين سنه مضى منها عشر سنوات و بقي مثلها من فتاه خارج اسوار السجن, ليتم بذلك سجنها عشر سنوات بلا رأفه و لا رحمه و لا إنسانيه, و المؤلم ان الخبر حمل جزئيه مؤلمه للغايه تقول (وأشار المأذون الشرعي الذي تولى عملية عقد القران إلى أن \"بادرة والد الزوجة بالموافقة على الزواج تعد من المواقف الجميلة، وذلك لوقوفه مع السجين وتزويجه ابنته، حيث يدل هذا الأمر على شهامة الأب\" ). فقد بارك ( المأذون الشرعي ) هذه الزيجه و شهد بالشهامه و المروّه لوالد الفتاه الذي أودعها السجن بتزويجها للسجين. لا أدري على أي مذهب و عقيده و شرع و دين اتكأ هذا المأذون الشرعي في إتمام كتابة صك الزواج؟ و لا أعلم على أي ثقافه و أخلاق شهد لوالد الزوجه على هذا الظلم و الإستبداد بسجن ابنته عشر سنوات بأنها من الشهامه و المروّه؟؟ يقول الله تعالى ( لتسكنوا اليها ) , بينما المأذون اتكأ على ( لتُسجنَ معه ) .. أين هو من مبادئ الإسلام و سلوكياته و أهدافه الساميه في شعيرة الزواج؟ إضافةً إلى أنني على يقين بأن المأذون لم يسأل الفتاه بالقبول من عدمه لهذا الزواج. و يقيني مبني على تصريح المأذون الذي بارك شهامة والدها و لم يبارك موافقتها و لم يتطرق لها.. و سؤالي الى اهل العقل و اهل القلوب الرحيمه و الى الإنسانيه و الى علماء الدين هل مثل هذا الزوج يتوافق مع أهداف الشريعه الإسلاميه المحضه؟ و هل يتوافق مع أخلاقيات الإنسان بشكله العام عوضاً عن كونه مسلماً ؟ في الوقت الذي كنا على أمل كبير في أن نبدأ عاماً جديداً بالوقوف مع المرأه و حجب الظلم عنها و الإستبداد ضدها نجدنا قد افتتحنا عامنا الجديد بحكايه غير اخلاقيه ضحيتها المرأه. و ضحيتها الدين. و ضحيتها الأخلاق. و ضحيتها المبادئ. في مثل هذا النوع من الزواجات هل يعلم القارئ كيف سيتم التلاقي بين الزوجين؟؟ الإجابه و بكل بساطه ستأتي الزوجه كل اسبوع بمعية والدها الى زوجها ليقضي وطره ثم ترجع, فقط.. هذه هي الحياه الحيوانيه الخالصه , فقط اشباع رغبات جنسيه و انجاب اطفال و ليس طفل واحد, فالمده عشر سنوات, ليخرج هؤلاء الأطفال بلا أب و يتفاجأون بأنهم ابناء سجين و نواتج لذة سجن فقط. من سيربيهم خلال العشر سنوات؟ و من سيصرف عليهم؟ و من سيسهر على صحتهم و يتعب على تعليمهم ؟ أسئله كثيره و كثيره جداً تتوالد من خلف زواج السجون على غرار زواج المسيار و زواج المصياف و ما الى ذلك . هب أن الزوج السجين توفي في السجن خلال العشر سنوات التي يمضيها في السجن. فهل نكتب على فتاه بريئه زواجاً تعيساً و من ثم نبتليها بأبناء هذا السجين و رعايتهم ؟ أي إنسانية ٍ في ذلك و أي اخلاق ٍ كانت. نحرمها سعادتها في الزواج ثم نرغمها على الحزن و التعب النفسي و البدني , و ربما نحرمها من الزواج مرةً ثانيه بحكم انها سبق لها الزواج و ربما لأنها تزوجت من سجين. في الوقت الذي نئن فيه تحت وطأة العنوسه في السعوديه و التي سجلت ارقاماً خياليه و كذلك الطلاق و التي سجلت ارقاماً متزايده. ففي حين نبحث عن حلول لهاتين المعضلتين نجدنا نذكي أسبابها و نؤسس مبادئ العنوسه و الطلاق اجباراً.. ان مثل هذا العمل يعتبر ظلم مع سبق الإصرار و الترصد يحاكم عليه القانون الشرعي و المدني. فالظلم و الإعتداء على حريات و حقوق الآخرين ليس في الماديات و حسب. بل يتعدى ذلك الى الظلم النفسي و القهر النفسي و التعنيف الأسري و الإستبداد في ظلم المرأه و اعتبارها وسيلة تحقيق أهداف و رغبات و مصالح و ( مهايط ) عقول فارغه . لا أدري أين هي الشهامه التي يحضى بها والد الفتاه, فكيف يسمح لنفسه أن يزوج ابنته لسجين ٍ حُكم عليه بالسجن لمدة عشرين سنه؟ هل يعلم القارئ ما معنى عشرين سنه؟ يعني ان الجريمه التي اقترفها كبيره و كبيره جداً و ربما هذه العشرين جاءت بعد تخفيض في المحكوميه, فماذا عساكم ان تتخيلوا قدر الجريمه بمعطيات المحكوميه؟؟ انني ارفع مثل هذا القضيه الى المحاكم الشرعيه لتحاسب نفسها و تعيد حساباتها في مثل هذه الزيجات. كذلك ارفع هذه القضيه الى وزارة الداخليه لتبنّي قراراً يمنع و يحظر مثل هذه الزيجات الغير شرعيه في أصلها. فكيف بأخلاقياتها. شفق السريّع ناشط اجتماعي مستقل